قال الشيخ في التبيان : والأوّل أقوى (١) لأنّ هذا مجاز مشبه به ، ويجوز أن يراد من الركوع معناه المشهور ، وهو الانحناء الخاص ، ويكون الفائدة في ذكره بعد الأمر
__________________
ـ وجامع الدروس العربية للقلائينى ج ١ ص ٩٦ وشرحه البغدادي في شرح الشاهد ٨٤ ص ١٦٠ من شرح شواهد الشافية ، وفي الشاهد الرابع والخمسين بعد التسع مائة ص ٥٨٨ من الخزانة آخر شواهد الكافية ، وشرحه السيد السند صاحب المدارك في شرح شواهد ابن الناظم ص ٣٧٢.
قال القزويني في شرح شواهد المجمع : ويجوز أن يكون المحذوف النون التي هي جزء الكلمة حذفت من غير علة كما حذفت في لم يكن اعتباطا وإنما الدليل على حذف النون المؤكدة فتحة النون الموجودة لان المؤكدة المخففة ساكنة فإذا لقيت ساكنا انكسرت : ويمكن أن يقال : لو لم تكن فتحة النون رواية ثابتة جاز ضمها لتكون لا نافية ، والكلام خبرا لفظا والمعنى على النهي كما قيل في قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) وكما تقول : تذهب إلى فلان وتقول له : كذا وكذا تريد الأمر.
واستشهدوا بالبيت أيضا على استعمال عل مكان لعل كما في المغني لفظ عل والانصاف وحاشية محمد محي الدين عبد الحميد على الاشمونى ج ٣ ص ١٨٩.
والمسئلة من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين سردها ابن الأنباري في الإنصاف المسئلة ٢٦ من مسائل الخلاف ص ٢١٨ وهي أن لام لعل الاولى هل هي زائدة أو أصلية ، فالكوفيون على أنها أصلية ، والبصريون على أنها زائدة مستشهدين بهذا البيت ونظائره. وقال الكوفيون : حذف اللام إنما هو لكثرة استعمال لعل في أبياتهم فتلعبت العرب بهذه الكلمة وفي لعل عشر لغات معروفة جمعها ابن الوردي في تحفته المنظومة في النحو :
لعل عل ولعن عنا |
|
لغن غن ولأن أنا |
رعن مع رغن تلك عشرا |
قلت ، ويزاد عليها لون ورعل ورغل وهن ولعا ولعلت فتصير ست عشرة لغة ، وقراءة اللام الأخيرة من لعل وعل مكسورة وساكنة أيضا ، ولعلهم قرءوا المبدلة منها سوى لعا ولعلت أيضا كذلك إلا أنى لم أر التصريح بذلك انظر اللسان لفظ عل ولعل ومعيار اللغة ، والحدائق الندية وشرح الدسوقى على المغني لفظة لعل ثم اقتران الخبر بأن في البيت لتضمنها معنى عسى فحمل عليها في اقتران الخبر بان ، وروى لعل بعضكم أن يكون ألحن من بعض كما حمل عسى عليها في العمل.
(١) انظر التبيان ج ١ ص ٧٠ ط إيران.