ذلك مرنت عليه وخفّ عليها ، ثمّ إذا ضممتم الصلاة إلى ذلك كمل الأمر لأنّ المشتغل بالصلاة مشتغل بذكر لطفه وقهره فإذا تذكر لطفه مال إلى الطاعة ، وإذا تذكر قهره انتهى عن المعصية ، وإنّما قدّم الصبر على الصلاة لأنّ تأثير الصبر. في إزالة ما لا ينبغي وتأثير الصلاة في حصول ما ينبغي ، والنفي مقدّم على الإثبات ، ويحتمل أن يراد من الصبر الصوم فإنّ الصائم يصبر نفسه على الجوع والعطش ويحبسها عن المفطرات ، ولهذا سمّى شهر رمضان شهر الصبر ، ورواه ابن بابويه في الفقيه مرسلا عن الصادق عليهالسلام قال : وقال : إذا نزلت بالرجل النازلة والشدّة فليصم فإنّ الله تعالى يقول (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) (١).
ويحتمل أن يراد من الصلاة الدعاء : أي استعينوا على البلايا بالصبر والالتجاء إلى الدعاء والابتهال إلى الله في دفعها (وَإِنَّها) أي الاستعانة بهما أو الصلاة وتخصيصها بإرجاع الضمير إليها لعظم شأنها واستجماعها ضروبا من الصبر وقال في التبيان ، وهو قول أكثر المفسّرين.
ويجوز أن يرجع إلى جميع الأمور الّتي أمر بها بني إسرائيل من قوله (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ). إلى (وَاسْتَعِينُوا) وقيل : هو عائد إلى الإجابة للنبيّ صلىاللهعليهوآله قال الشيخ في التبيان : وهذا ضعيف لأنّه لم يجر للإجابة ذكر ، ولا هي معلومة إلّا بدليل غامض.
__________________
(١) لفظ الفقيه في ج ١ ص ٤٥ الرقم ٢٠١ في المطبوع بالنجف : وقال (ع) (مقصوده الامام الصادق) في قول الله ـ عزوجل ـ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) قال : يعنى بالصبر الصوم ، وقال (ع) : إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة فليصم فان الله ـ عزوجل ـ يقول (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) ، وليس في الفقيه ذكر تسمية شهر رمضان شهر الصبر ، ولكن نقله عنه في المرآة أيضا ج ٣ ص ٢١٣ عن الفقيه ثم إنه روى مضمون الحديث في الكافي مع أدنى تفاوت في اللفظ الباب الأول من كتاب الصيام الحديث ٧ وهو في المرآة ص ٢٣ ج ٣ وروى قريبا منه العياشي عن أبى الحسن ج ١ ص ٤٣ الرقم ٤١ ونقله عنه في البحار ج ٢٠ ص ٦٦ والبرهان ج ١ ص ٩٤.