عن أبي عبد الله عليهالسلام إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك ، وعدّد أشياء غير هذا ، وقال : لا يكون يوم صومك كيوم فطرك (١) وعنه عليهالسلام أنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحدة ، قالت مريم : إنّي نذرت لرحمان صوما : أي صمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم ، وغضّوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ، ولا تحاسدوا (٢) وعنه عليهالسلام إذا صمت فليصم معك سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ، ودع المراء وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيام ، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرتك (٣) وغير ذلك من الأخبار أو تتّقون الإخلال بآدابه لأصالته وقدمه واستمراره أو تنتظمون في سلك المتّقين لأنّ الصوم شعارهم ومن يشبه بقوم فهو منهم فكيف إذا تدرع بلباسهم.
(أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) موقتات بعدد معلوم أو قلائل فإنّ القليل من المال يعدّ عدّا ، والكثير يهال هيلا ، وانتصابها على الظرفيّة ، والعامل فيه الصيام : أي أن تصوموا في أيّام معدودات ولا يضرّ الفصل فإنّ الظرف يكفيه رائحة الفعل وكذا لا يضرّ وجود اللام لذلك أيضا أو كتب ، ويجوز انتصابها على أنّها مفعول بها للصائم توسّعا : أي كتب عليكم أن تصوموا أيّاما معدودات كما تقول : نويت الخروج يوم الجمعة كذا في الكشّاف (٤) وأنكر البيضاوي (٥) انتصابها بالصيام لوقوع الفصل بين المصدر ومعموله وحكم بأنّ العامل فيه مقدّر : أي صوموا لدلالة الصيام عليه ، وذلك على تقدير كونه مفعولا به
__________________
ـ عليهالسلام قال : من استطاع الباه فليزوج : ومن لم يستطعه فليصم. فان الصوم وجاء. والوجاء الخصاء.
(١) انظر الفقيه ج ٢ ص ٦٧ الرقم ٢٧٨ والتهذيب ج ٤ ص ١٩٤ الرقم ٥٥٤ والكافي ج ١ ص ١٨٦.
(٢) التهذيب ج ٤ ص ١٩٤ الرقم ٥٥٣ والكافي ج ١ ص ١٨٧ : وللحديث تتمة ، وقريب منه بسند آخر في الفقيه ج ٢ ص ٦٧ الرقم ٢٨٠.
(٣) الفقيه ج ٤ ص ٦٨ الرقم ٢٨٥ والتهذيب ج ٤ ص ١٩٤ الرقم ٥٥٥ والكافي ج ١ ص ١٨٧.
(٤) انظر الكشاف ج ١ ص ٢٥٥.
(٥) انظر تفسير البيضاوي ص ٣٨ وفي المجمع ج ١ ص ٢٧٣ جواب واف عن الاشكال ننقله بعين عبارته قال بعد نقل إشكال أبى على في انتصاب الأيام بالصيام : ـ