وفقهاء المدينة (١) القول في القرآن بالرأي كسعيد بن المسيّب (٢)
__________________
ـ على أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة البخاري وأبو زرعة وغير واحد ممن صنف في أسماء الصحابة كابن عبد البر وابن مندة وأبى موسى المديني وابن الأثير ، وقال عدة ، لا بد في إطلاق الصحبة مع الرؤية أن يروى حديثا أو حديثين ، وعن سعيد بن المسيب لا بد أن يصحبه سنة أو سنتين والمخضرمون : هم الذين أسلموا في حياة رسول الله ولم يروه. والخضرمة : القطع فكأنهم قطعوا عن نظرائهم من الصحابة ، وقد عد منهم مسلم نحوا من عشرين نفسا.
(١) فقهاء المدينة من التابعين كثيرة سرد عدة منهم أبو إسحاق الشيرازي في كتابه طبقات الفقهاء من ص ٢٤ إلى ٤٤ والمعروف فيهم الفقهاء السبعة على وتيرة العباد السبعة ، والقراء العشرة ، والزهاد الثمانية والعلماء أو القضاة الستة ، والأئمة الأربعة وأمثال ذلك على اصطلاحهم ، والفقهاء السبعة هم الذين أتوا بعد الصحابة وأخذوا الفقه منهم وانتهى فقه أهل السنة إليهم ودارت رحى أولئك عليهم وقد كانوا بالمدينة الطيبة في عصر واحدة ومنهم انتشر العلم والفتيا في العالم وهم : سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار ، وفي السابع ثلاثة أقوال فقيل : سالم بن عبد الله ، وقيل : أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وقيل : أبو بكر بن عبد الرحمن الحارث بن هشام وجمعهم الشاعر في شعر فقال :
ألا كل من لا يقتدى بأئمة |
|
فقسمته ضيزى عن الحق خارجة. |
فخذهم عبيد الله عروة قاسم |
|
سعيد سليمان أبو بكر خارجة. |
(٢) هو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب المخزومي القرشي التابعي إمام التابعين أحد فقهاء المدينة السعة ، وأبوه المسيب ، وجده حزن صحابيان أسلما يوم فتح مكة ، ويقال : المسيب بفتح الياء وكسرها ، والفتح هو المشهور ، وحكى أنه كان يكرهه ، ومذهب أهل المدينة الكسر ولد سعيد لسنتين مضيا من خلافة عمر بن الخطاب ، وقيل : لأربع وتوفي سنة ثلاث وتسعين ، وقيل : سنة أربع وتسعين رأى عدة من الأصحاب ، وروى عنه جماعة من أعلام التابعين.
وأكثر الثناء عليه كثير من علماء أهل السنة حتى نقل عن أحمد بن حنبل أنه أفضل التابعين ، وعن الشافعي أن مراسيله حجة ، ويقال : إنه فقيه الفقهاء ، وقدحه عدة حتى روى عن مالك أنه كان إباضيا خارجيا.
وأما الشيعة فاختلف أنظارهم في حقه كأخبارهم فسردهم العلامة في الخلاصة : في القسم ـ