مكروه ومجهول.
ويظهر من جميع ذلك ، ومن غيرها من كلماتهم ، ومن موارد استعمال هذه اللفظة انها بمعنى الخدعة بماله ظاهر يخالف باطنه ، فالمغرور هو المخدوع والذي حمله على شيء له ظاهر وليس باطنه كذلك هو الغار.
واما «التدليس» فهو كما قال في الصحاح : التدليس في البيع كتمان عيب السلعة على المشتري.
وقال في مجمع البحرين كذلك (التدليس كتمان عيب السلعة على المشتري) والدلسة (على وزن اللقمة) الخديعة.
وقال ابن منظور في «لسان العرب» الدلس بالتحريك الظلمة ، وفلان لا يدالس ولا يوالس ، أي لا يخادع ولا يغدر ، والمدالسة المخادعة ، وفلان لا يدالسك ولا يخادعك ، ولا يخفى عليك الشيء ، فكأنه يأتيك به في الظلام ، ثمَّ ذكر ان التدليس في البيع كتمان عيب السلعة عن المشتري.
ويظهر من جميع ذلك وموارد استعمال هذه الكلمة انها والخدعة والغرور قريب المعنى إذا عرفت ذلك فهل يعتبر في عنوان الغرور علم الغار وجهل المغرور أو يكفي جهل المغرور وان كان الغار أيضا جاهلا ولكن تضرر بقوله ، الظاهر الأول ولا أقل من الشك في شمول الثاني.
قال في العناوين :
كل غرامة وردت على جاهل بالواقع منشأها شخص آخر بحيث كان تدليسه سببا لذلك وهو ضامن لها ، وان لم يكن الغار اثبت يده على ذلك المال ونحوه ، ولم يصدق عليه عنوان كونه متلفا ، ومن هنا علم ان المغرور يعتبر فيه الجهل بالواقع حتى يكون مغرورا واما الغار لو كان عالما بالواقع وقصد التدليس والتغرير وحصل غرور المغرور بواسطته بحيث كان ذلك علة في اعتقاده واقدامه فلا بحث في كونه