قاعدة الجب
من القواعد المعروفة بين الأصحاب قاعدة الجب ، وموردها ما إذا أسلم إنسان فكان عليه ذنوب أو حقوق من قبل ، فالإسلام يجب عما قبله إجمالا ، وليس مؤاخذا بها ، ولكن الكلام في شرائط القاعدة وفروعها ، وسعة دائرتها وشمولها لجميع الاحكام أو اختصاصها بدائرة خاصة.
ونتكلم فيها : أولا في مدرك القاعدة ، وثانيا في مفادها ، وثالثا في شرائطها وخصوصياتها وما يتفرع عليها من الفروع فنقول ومن الله التوفيق.
١ ـ مدرك قاعدة الجب
يمكن الاستدلال عليها ببعض آيات الكتاب العزيز وما ورد في السنة ، وما علم من سيرة النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة من بعده.
الأول : من الكتاب العزيز :
قوله تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ)(١).
فإنها ظاهرة في ان الانتهاء من الكفر يوجب غفران ما سلف ، وعمومية «ما»
__________________
(١) سورة الأنفال : الاية ٣٨.