محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فأدركوا العير. وأوصاه : أن يخرم أنف ناقته ويقطع أذنها حتى يسيل الدم ، ويشق ثوبه من قبل ودبر ، فاذا دخل مكة ولى وجهه الى ذنب البعير وصاح بأعلى صوته : يا آل غالب ، اللطيمة اللطيمة ، العير العير ، أدركوا أدركوا ، وما أراكم تدركون ، فانّ محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم!.
فخرج ضمضم يبادر الى مكة ، ووافاها ينادي في الوادي : يا آل غالب ، يا آل غالب ، اللطيمة اللطيمة ، العير العير ، أدركوا أدركوا ، وما أراكم تدركون ، فانّ محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم التي فيها خزائنكم!.
فتصايح الناس بمكة وتهيئوا للخروج.
وقام سهيل بن عمرو ، وصفوان بن أميّة ، وأبو البختري بن هشام ، ونبيه ومنبّه ابنا الحجاج ، ونوفل بن خويلد ، فقالوا : يا معشر قريش ، والله ما أصابكم ، مصيبة أعظم من هذه : أن يطمع محمد والصّباة من أهل يثرب أن يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم! فو الله ما قرشي ولا قرشية الّا ولها في هذه العير شيء فصاعدا ، وانه الذلّ والصغار أن يطمع محمد في أموالكم ويفرق بينكم وبين متجركم ، فاخرجوا.
وأخرج صفوان بن أميّة خمسمائة دينار وجهّز بها.
وأخرج سهيل بن عمرو خمسمائة ، وما بقي أحد من عظماء قريش إلا أخرجوا مالا وحملوا وقوّوا ، وخرجوا على الصعب والذلول ، ما يملكون
__________________
١ : ٢٨ واليعقوبي ٢ : ٤٥ والطبري والمسعودي وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ١٨٧. وفي الواقدي عن عمرو بن العاص : بعثوا ضمضم من معان الاردن ، وقيل : من تبوك ١ : ٢٨.