قال القمي : وكان في العير أبو سفيان (١) فلما بلغه أن الرسول صلىاللهعليهوآله قد خرج يتعرض للعير (٢) خاف خوفا شديدا ، فلما وافى البهرة (من نواحي المدينة) اكترى ضمضم (٣) بعشرة دنانير وأعطاه قلوصا وقال له : امض الى قريش وأخبرهم : أنّ
__________________
وثلاثة عشر رجلا ثم عدّدهم ١ : ١٥٢ ـ ١٧٢. وصلّى في بيوت السقيا ودعا لأهل المدينة (وسماها المدينة) فقال : «اللهم إنّ إبراهيم عبدك وخليلك ونبيّك دعاك لأهل مكة ، واني محمد عبدك ونبيّك أدعوك لأهل المدينة : أن تبارك لهم في مدّهم وصاعهم وثمارهم ، اللهم حبّب إلينا المدينة ، ـ واجعل ما بها من الوباء بخمّ. اللهم اني قد حرّمت لابتيها كما حرّم ابراهيم خليلك مكة» ١ : ٢٢.
والطبري ٣ : ٤٣١ والمسعودي في التنبيه والاشراف : ٢٠٤ وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ١٨٧ قالوا : كان خروجه لثلاث خلون من شهر رمضان. ولعله كان في الأصل : لثلاث عشرة خلت منه. والمسعودي في التنبيه والاشراف : ٢٠٦ أرّخ رجوع الرسول الى المدينة بثمان بقين من شهر رمضان.
ولعل هذا يرجح قول الواقدي أن يكون كل من ذهابه وايابه استغرق خمسة أيام.
(١) في إعلام الورى ١ : ١٦٨ : في أربعين راكبا من قريش تجارا قافلين من الشام. وذكره في مجمع البيان ٤ : ٨٠٢ وذكره ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ١٨٧ وقال : أو سبعين.
(٢) روى الواقدي ١ : ٢٨ عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون مولى المسور ، عن مخرمة بن نوفل قال : ادركنا بالشام رجل من جذام فأخبرنا : أن محمدا كان قد عرض لعيرنا في بدأتنا ، وأنه ينتظر رجعتنا وقد حالف أهل الطريق ووادعهم. وعن عمرو بن العاص : أنه لقيهم في رجوعهم من غزّة الشام بالزرقاء بناحية معان من أذرعات على مرحلتين. وأنه قال : عرض لكم محمد وأصحابه في بدأتكم فأقام شهرا ثم رجع الى يثرب.
(٣) الخزاعي ، كذا. وفي سيرة ابن هشام ٢ : ٢٥٨ : ابن عمرو الغفاري ، وكذلك في الواقدي