وذكر السهيلي : أن عمارا هو الذي أشار على النبيّ صلىاللهعليهوآله ببنيانه ، وهو الذي جمع الحجارة له (١) ولذلك كان الشعبيّ يقول : إنّ أول من بنى مسجدا هو عمار بن ياسر (٢).
وذكر الدياربكري ، والسمهودي : أنه صلىاللهعليهوآله أمر أبا بكر بأن يركب الناقة ويسير بها ليخطّ المسجد على ما تدور عليه ، فلم تنبعث به! فأمر عمر فكان كذلك! فأمر عليا فانبعثت ودارت به ، فأسّس المسجد على حسب ما دارت عليه وقال : إنها مأمورة (٣) فلما أسّسه الرسول استتم بنيانه عمار (٤).
وروى البزّاز : أن ابن أبي أوفى كان يقول : كنا نحمل حجارة المسجد الذي أسّس على التقوى حجرين حجرين بالنهار ، وأن امرأته ومواليها كنّ يحملن الحجارة له بالليل (٥).
وقد روى الكليني في «فروع الكافي» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إن المسجد الذي أسّس على التقوى في قوله سبحانه : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)(٦) هو مسجد قباء (٧) ، وعنه قال : ابدأ بقباء فصلّ فيه فانه أول مسجد صلّى فيه رسول الله في هذه العرصة (٨).
وروى العياشي في تفسيره عنه عليهالسلام سئل : هل كان النّبيّ يصلّي في
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ : ١٤٣ الهامش عن الروض الانف.
(٢) سيرة ابن هشام ٢ : ١٤٣ وطبقات ابن سعد ٣ : ١٧٨ وتاريخ ابن كثير ٧ : ٣١١.
(٣) تاريخ الخميس ١ : ٣٣٨ ووفاء الوفاء ١ : ٢٥١.
(٤) سيرة ابن هشام ٢ : ١٤٣ الهامش عن الروض الانف.
(٥) حياة الصحابة ٣ : ١١٢ عن مجمع الزوائد للهيثمي ٢ : ١٠.
(٦) التوبة : ١٠٨.
(٧) فروع الكافي ١ : ٨١ كما في بحار الأنوار ١٩ : ١٢٠.
(٨) فروع الكافي ١ : ٣١٨ كما في بحار الأنوار ١٩ : ١٢٠.