المقدس وركعتين الى الكعبة ، ونزل عليه : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ، فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ، وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)(١).
وقال الصدوق ابن بابويه القمي في «من لا يحضره الفقيه» : صلى رسول الله الى بيت المقدس بعد النبوة ثلاث عشرة سنة بمكة ، وتسعة عشر شهرا بالمدينة ، ثم عيّرته اليهود فقالوا له : انك تابع لقبلتنا ، فاغتمّ لذلك غمّا شديدا ، فلما كان في بعض الليل خرج يقلّب وجهه في آفاق السماء.
فلما أصبح صلّى الغداة ، فلما صلّى من الظهر ركعتين جاء جبرئيل عليهالسلام فقال له : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ثم أخذ بيد النبيّ فحوّل وجهه الى الكعبة ، وحوّل من خلفه وجوههم ، حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال. فكان أول صلاته الى بيت المقدس وآخرها الى الكعبة.
وبلغ الخبر مسجدا بالمدينة وقد صلّى أهله من العصر ركعتين فحوّلوا نحو الكعبة ، وكان أول صلاتهم الى بيت المقدس وآخرها الى الكعبة ، فسمّي ذلك المسجد مسجد القبلتين.
فقال المسلمون : صلاتنا الى بيت المقدس تضيع يا رسول الله؟
فأنزل الله عزوجل : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) يعني : صلاتكم الى بيت المقدس.
ثم قال الصدوق : وقد اخرجت الخبر في ذلك على وجهه في
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٦٢. وأما تأريخه الحدث بسبعة أشهر بعد الهجرة يصحّ فيما لو قدّرنا ذلك بعد السنة الاولى للهجرة ، فيكون المجموع تسعة عشر شهرا وينسجم مع ما جاء في الخبر الأول : بعد بدر ، ومع الخبر الثاني : تسعة عشر شهرا.