فأنزل الله فيهم ذلك (١).
وروى الواحدي في «أسباب النزول» عن السدّي عن ابن عباس قال : إن عبد الله بن رواحة كانت له أمة سوداء ، وانه غضب عليها فلطمها ، ثم فزع ، فأتى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأخبره خبرها ، فسأله النبيّ : ما هي يا عبد الله؟ قال : تشهد أن لا إله الا الله وأنك رسول الله ، وتحسن الوضوء وتصلي وتصوم. فقال : يا عبد الله هذه مؤمنة. فقال عبد الله : فو الذي بعثك بالحق لأعتقنّها ولأتزوّجنّها. ففعل. فطعن عليه ناس وقالوا : نكح أمة! فأنزل الله فيهم : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ)(٢).
ومن الأخبار ما لعله يرتبط بما حدث بعد بدر : فقد قال الطبرسي في «مجمع البيان» : نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، بعثه رسول الله الى مكة ليخرج منها ناسا من المسلمين. وكان قويا شجاعا ، وكانت بينه وبين امرأة يقال لها عناق خلّة في الجاهلية ، فدعته الى نفسها فأبى. فقالت : هل لك أن تتزوّج بي؟ فقال : حتى أستأذن رسول الله صلىاللهعليهوآله. فلما رجع استأذن في التزويج بها ، فنزلت الآية (٣).
ونقله الطباطبائي في «الميزان» وقال : رواه السيوطي عن ابن عباس أيضا.
ثم قال : ولا تنافي بين هذه الروايات الواردة في أسباب النزول ، لجواز وقوع عدة حوادث تنزل بعدها آية تشتمل على حكم جميعها (٤).
وأقول : ولا يبعد أن يكون مرثد بن أبي مرثد الغنويّ في ارسال رسول
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٥٦ ، ٢٥٧.
(٢) أسباب النزول للواحدي : ٦٥.
(٣) مجمع البيان ٢ : ٥٦٠ ، وأسباب النزول للواحدي : ٦٥ ، ٦٦.
(٤) الميزان ٢ : ٢٠٦.