فلانت وأمكنته من كفّها (فجعل كفّها في كف علي) وقال لهما : اذهبا الى بيتكما (١) ، بارك الله لكما ، وأصلح بالكما ، ولا تهيجا شيئا حتى آتيكما.
فأقبلا حتى جلسا مجلسهما ، وحولهما امهات المؤمنين من وراء حجاب (٢).
ثم أقبل النبيّ صلىاللهعليهوآله حتى دقّ الباب فقالت أم أيمن : من هذا؟ فقال : أنا
__________________
(١) روى الطبرسي عن علي بن ابراهيم القمي خبرا عن حوادث أوائل ما بعد الهجرة ، وبناء المسجد النبوي الشريف فقال : وابتنى رسول الله منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وخطّ لاصحابه خططا فبنوا منازلهم فيها ... وخطّ لعلي بن ابي طالب عليهالسلام مثل ما خطّ لهم ، فكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد. ثم روى سدّ الأبواب ، ثم زواج علي بالزهراء عليهاالسلام فقال : قال له رسول الله : هيّئ منزلا حتى تحوّل إليه فاطمة. فقال : يا رسول الله ما هاهنا منزل الّا منزل حارثة بن النعمان. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : والله لقد استحيينا من حارثة! قد أخذنا عامة منازله!
فبلغ ذلك حارثة ، فجاء الى رسول الله فقال : يا رسول الله أنا ومالي لله ولرسوله ، والله ما شيء أحبّ إليّ من ما تأخذه ، والذي تأخذه أحبّ إليّ مما تترك.
فجزاه رسول الله خيرا.
وحوّلت فاطمة الى علي عليهماالسلام في منزل حارثة. اعلام الورى ١ : ١٦١ والطبقات الكبرى لابن سعد ٨ : ١٤. ولكن فأين المنزل الذي خطّه لعلي عليهالسلام؟ وما هي عامة منازل حارثة التي أخذها منه النبي؟ الا منزلين أنزل فيها صفية بنت حيّي بن اخطب بعد خيبر في اوائل السابعة ، وكذلك مارية القبطية أمّ ابراهيم قبل أن ينقلها الى المشربة ولم نعهد منزلا أخذه منه قبل هذا.
(٢) هذا ولم يجب الحجاب بعد. وفاصل بيتهما عن بيته صلىاللهعليهوآله قليل ، وليس في هذا الخبر المعتبر ما جاء في القصص من أراجيز النساء : سرن بعون الله جاراتي ، نقلها الحلبي في مناقب آل ابي طالب ٣ : ٤٠٣ عن كتاب مولد فاطمة للصدوق ، وفيه حضور سلمان وجعفر وعقيل! وهم يومئذ لم يكونوا بالمدينة قطعاً ، واُم سلمة وحفصة بوصف : نساء النبي صلّى الله عليه وآله ، ولم يتزوجها يومئذ ، ولم يذكر سند الخبر حتى ينظر فيه من أين هو؟