وقد روى ابن سعد في «الطبقات» بسنده عن ابن عباس ـ وأهل البيت أدرى بالبيت ـ قال : لما ماتت رقية بنت رسول الله ، قال رسول الله الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون.
وبكى النساء ، فجعل عمر يضربهن بسوطه! فأخذ النبيّ بيده وقال : دعهنّ يا عمر! ثم قال للنساء : اياكنّ ونعيق الشيطان ، فانه مهما يكن من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة ، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان.
فجلست فاطمة على شفير القبر وبكت ، وجعل النبيّ يمسح دموعها بثوبه (١)
ومن قبله نقله شيخه الواقدي ولكنه علق عليه بقوله : هذا وهم .. لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر. ولعلها غيرها من بناته ، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد بدر (٢) وفات الواقدي أن نصّ الخبر لا يحتمل هذا التأويل : لما ماتت رقية بنت رسول الله قال .. وقد روى الخبر الكليني في «فروع الكافي» بسنده عن أحدهما عليهماالسلام قال : لما ماتت رقية ابنة رسول الله قال رسول الله : الحقي بسلفنا
__________________
ـ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) قال : كره خروج رسول الله الى بدر أقوام من أصحابه قالوا : نحن قليل ، وما الخروج برأي. وقال قبل ذلك ١ : ٢١ : وكان من تخلّف لم يلم لأنهم ما خرجوا على قتال وانما خرجوا للعير! وتخلف قوم من أهل البصائر والنيّات لو ظنوا أنه يكون قتال ما تخلفوا. هذه وجوه ثلاثة : الجدري ، وظن الغنيمة ، وكراهية القتال ، ولعل تخلّف عثمان من أحدها.
(١) الطبقات ٨ : ٢٤ ، ٢٥.
(٢) الاصابة ٤ : ٢٩٧ وبه قال السمهودي في وفاء الوفاء ورواه النميري البصري في تأريخ المدينة ١ : ١٠٢ عن غير ابن سعد والواقدي.