فنزلت الآية : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(١).
فقالت عائشة : ما أرى الله الا يسارع في هواك؟!
فقال رسول الله : وإنك إن أطعت الله سارع في هواك (٢).
ولكن في رواية «الكافي» ما يدل على أن ذلك كان بعد زواجه بحفصة وأن ذلك القول كان من حفصة ، فقد روى بسنده عن الباقر عليهالسلام قال : جاءت امرأة من الأنصار الى رسول الله فقالت : يا رسول الله ، إن المرأة لا تخطب الزوج ، وأنا امرأة أيّم لا زوج لي منذ دهر ولا ولد ، فهل لك من حاجة؟ فان تك فقد وهبت نفسي لك إن قبلتني. فقال لها رسول الله : يا اخت الأنصار ، جزاكم الله عن رسول الله خيرا ، فقد نصرني رجالكم ورغبت فيّ نساؤكم!
فقالت لها حفصة : ما أقل حياءك وأجرأك وأنهمك للرجال!
فقال رسول الله : كفّي عنها يا حفصة فانها خير منك ، رغبت في رسول الله ولمتها وعبتها.
ثم قال للمرأة : انصرفي رحمك الله ، فقد أوجب الله لك الجنة لرغبتك فيّ وتعرضك لمحبّتي وسروري ، وسيأتيك أمري إن شاء الله.
__________________
(١) الاحزاب : ٥٠. وسورة الاحزاب لم تكن قد نزلت في السنة الثالثة بل السادسة ، فالارجح ما يأتي في السادسة.
(٢) مجمع البيان ٨ : ٥٨١. وفي الدر المنثور ١ : ٢٠٩ روى عن علي بن الحسين : أنها أمّ شريك الأزدية.