قال الطبرسي : فلما صار على الطريق قالوا : نرجع. فقال صلىاللهعليهوآله : ما كان لنبيّ إذا قصد قوما أن يرجع عنهم (١).
__________________
ـ حولنا حتى يطمعوا فينا اذا رأونا لم نخرج إليهم فنذبّهم عن جوارنا ، وعسى الله أن يظفّرنا بهم فتلك عادة الله عندنا ، أو تكون الاخرى فهي الشهادة. لقد أخطأتني وقعة بدر وقد كنت عليها حريصا ، لقد بلغ من حرصي أن ساهمت ابني في الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة ، وقد كنت حريصا على الشهادة. وقد رأيت ابني البارحة في النوم في أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها وهو يقول : الحق بنا ترافقنا في الجنة ، فقد وجدت ما وعدني ربّي حقا! وقد ـ والله يا رسول الله ـ أصبحت مشتاقا الى مرافقته في الجنة ، وقد كبرت سنّي ودق عظمي وأحببت لقاء ربيّ ، فادع الله ـ يا رسول الله ـ أن يرزقني الشهادة ومرافقة سعد في الجنة. فدعا له رسول الله بذلك ، ١ : ٢١٠ ـ ٢١٣.
(١) إعلام الورى ١ : ١٧٦ وقصص الأنبياء : ٣٤٠ ومناقب آل أبي طالب ١ : ١٩١. وقال ابن اسحاق : وكان ذلك يوم الجمعة ، وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له : مالك ابن عمرو من بني النجار ، فصلى عليه رسول الله ثم دخل بيته فلبس لأمته ثم خرج عليهم. وندم الناس وقالوا : استكرهنا رسول الله ولم يكن لنا ذلك. فلما خرج عليهم رسول الله قالوا : يا رسول الله استكرهناك ولم يكن لنا ذلك ، فان شئت فاقعد. فقال رسول الله : ما ينبغى لنبيّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل ٣ : ٦٨.
بينما قال الواقدي : فلما أبوا الّا الخروج ، صلى رسول الله الجمعة بالناس ، ثم وعظ الناس (أي بخطبة بعد الصلاة؟!) وأمرهم بالجدّ والجهاد وأخبرهم أنّ لهم النصر ما صبروا. وأمرهم بالتهيّؤ لعدوّهم فاعلمهم بذلك بالشخوص الى عدوّهم ، ففرح الناس بذلك ، وكرهه كثير من أصحابه. وحشد الناس وحضر أهل العوالي وصعد النساء على الآطام ، وحضر بنو عمرو بن عوف وحلفاؤهم والنبيت وحلفاؤهم وقد لبسوا السلاح لصلاة العصر فصلى بهم رسول الله. ثم دخل بيته .. واصطفّ له الناس ما بين حجرته الى