فدخل حنظلة بأهله ووقع عليها فأصبح وهو جنب ، فلما أراد حنظلة أن يخرج من عندها ليحضر القتال بعثت امرأته الى أربعة نفر من الأنصار فأشهدت عليه : أنه قد واقعها.
فقيل لها : لم فعلت ذلك؟
قالت : رأيت في هذه الليلة في نومي كأن السماء قد انفرجت فوقع فيها حنظلة ثم انضمّت ، فعلمت أنها الشهادة ، فكرهت أن لا اشهد عليه.
وخرج وهو جنب فحضر القتال (١).
هذا شأن حنظلة بن أبي عامر وأبيه الراهب المتنصر الفاسق.
وهناك من الملتحقين بالمسلمين باحد يهودي من أحبارهم بالمدينة يدعى مخيريق من بني ثعلبة ، قال ابن اسحاق : قال (لأصحابه) : يا معشر يهود ، والله لقد علمتم أن نصر محمد لحق عليكم! ثم أخذ عدّته وسيفه فقال : إن اصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء. ثم غدا (صباحا) الى النبيّ ـ صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ فأسلم وكان معه حتى قتل ، فقال رسول الله فيه : مخيريق خير يهود (٢) فكانت صدقات النبيّ منها (٣).
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ١١٨ وكرر مختصر الخبر في تفسير الآية من سورة النور ٢ : ١١٠ ونقل الخبر الواقدي في مغازي الواقدي ١ : ٢٧٣ من دون الآية. ومن المظنون ـ وليس من سوء الظن ـ أن ابن ابيّ أبى الا الزفاف في تلك الليلة ليعوق حنظلة عن القتال ، فلم يفلح.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٣ : ٩٤.
(٣) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ١٦٤ ، ١٦٥ و ٣ : ٩٤ وأمواله الحوائط السبع وهي : الاعراف وبرقة وحسنى والدلال والصافية والميثب والمشربة التي أسكنها فيما بعد زوجته مارية القبطية اُمّه ابنه ابراهيم فسمّيت المشربة بها : مشربة اُمّ ابراهيم. وأوقفهنّ النبيّ سنة سبع (أو تسع) للهجرة على ابنته الزهراء عليها السلام ، فأوصت بها الزهراء لعليّ ثمّ للحسن ثمّ