__________________
ـ مع الناس. فلمّا التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهدّ الناس بسيفه هدّا ما يقوم له شيء. وأنا اريده واستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو منّي ، إذ تقدّمني إليه سباع بن عبد العزّى (وكانت امّه أمّ أنمار مولاة شريق بن الأخنس الثقفي وكانت ختّانة للبنات بمكّة) ٣ : ٧٤. فلمّا رآه حمزة قال له : هلمّ إليّ يا ابن مقطّعة البظور! فضربه ضربة ما أخطأ رأسه. وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنّته (قرب عانته) حتى خرجت من بين رجليه ، وقام متثاقلا نحوي فسقط ، فتركته حتى مات ، ثمّ أتيته فأخذت حربتي ورجعت إلى المعسكر.
فلمّا رجعت إلى مكّة اعتقت فأقمت بها حتى افتتح رسول الله مكّة فهربت إلى الطائف فمكثت بها. فلمّا أراد وفد الطائف أن يخرج إلى رسول الله ليسلموا قلت في نفسي ألحق ببعض البلاد اليمن أو الشام إذ قال لي رجل : إنّه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل دينه وتشهّد شهادته. فلمّا قال لي ذلك خرجت (معهم) حتى قدمت على رسول الله المدينة وقمت على رأسه أشهد شهادة الحقّ فلمّا رآني قال : أوحشيّ؟ قلت : نعم يا رسول الله. قال : اقعد فحدّثني كيف قتلت حمزة؟ فحدّثته ، فلمّا فرغت من حديثي قال : ويحك غيّب عنّي وجهك فلا ارينّك. فكنت أتنكّب طريق رسول الله حيث كان لئلّا يراني حتى قبضه الله. ٣ : ٧٦ ، وكان بحمص ٣ : ٧٥ ، ولم يزل يحدّ في شرب الخمر حتى اخرج اسمه من ديوان العطاء ومات بحمص ، وكان عمر يرى ذلك من سوء توفيقه فقال : علمت أنّ الله لم يكن ليدع قاتل حمزة اي حتى يجعله من أهل النار ٣ : ٧٧.
ولم يذكر ابن إسحاق هنا شيئا عمّا فعلت هند بحمزة ، وذكر ذلك في موضع آخر قال : حدّثني صالح بن كيسان قال : وقعت هند والنسوة اللاتي معها يمثّلن بالقتلى من أصحاب رسول الله : يجدّعن الآذان والانف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وانفهم خلخالا وقلائد ، وأعطت خلخالها وقلائدها وقرطها لوحشيّ غلام جبير بن مطعم ، وبقرت عن كبد