__________________
ـ ختّانة للبنات) فأقبل عليه حمزة وهو يقول : وأنت أيضا يا بن مقطّعة البظور ممّن يكثر علينا! هلمّ إليّ! فاحتمله ثمّ ضرب به الأرض ثمّ قتله وأقبل نحوي سريعا ، فاعترض له جرف فوقع فيه ، فزرقته بمزراقي فوقع في ثنّته (ما بين السرّة والعانة) حتى خرج من بين رجليه ، فقتلته. ومررت بهند بنت عتبة فآذنتها ، وكان في ساقيها خلخالان من جزع ظفار ، ومسكتان (سواران معضدان) من ورق (فضّة) وخواتيم منها كنّ في أصابع رجليها ، فأعطتني ذلك ١ : ٢٨٦ ـ ٢٨٨.
وقال قبل ذلك : قالوا : كان وحشيّ عبدا لجبير بن مطعم أو لابنة الحارث بن عامر ، فقالت له : إنّ أبي قتل يوم بدر ، فإن أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حرّ إن قتلت محمّدا ، أو حمزة ، أو علي بن أبي طالب ، فإنّي لا أرى في القوم كفؤا لأبي غيرهم.
قال وحشيّ : وقد علمت أنّ رسول الله لا أقدر عليه وأنّ أصحابه لن يسلموه! وأمّا حمزة فو الله لو وجدته نائما ما أيقظته من هيبته! وأمّا عليّ فالتمسته ، فبينا أنا في الناس ألتمسه إذ طلع عليّ فكان رجلا ممارسا حذرا كثير الالتفات! فقلت في نفسي : ما هذا صاحبي الذي ألتمس! فرأيت حمزة يفري الناس فريا ، فكمنت إلى صخرة (لا شجرة) فاعترض له سباع بن أم أنمار ـ وكانت امّه مولاة لشريف بن علاج الثقفي ختّانة بمكّة ـ فقال له حمزة : وأنت أيضا يا بن مقطّعة البظور ممّن يكثر علينا! هلمّ إليّ! ثمّ احتمله فرمى به وبرك عليه وشحطه شحط الشاة! ثمّ لمّا رآني أقبل إليّ مكبّسا ، فلمّا بلغ المسيل وطأ على جرف فزلّت قدمه ، فهززت حربتي حتى رضيت منها فضربت بها في خاصرته حتى خرجت من مثانته. وكرّ عليه طائفة من أصحابه سمعتهم ينادونه : أبا عمارة! فلا يجيب فعلمت أنّه قد مات! وانكشف عنه أصحابه حين أيقنوا بموته.
وذكرت هندا وما لقيت من مصابها على أبيها وعمّها وأخيها (وبكرها) فكررت عليه فشققت بطنه فأخرجت كبده فجئت بها إلى هند بنت عتبة فقلت لها : ما ذا لي إن قتلت قاتل