فقال رسول الله : أصبر ، أصبر (١).
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٧٤ و ٢٧٥. ونقل الطوسي في التبيان ٦ : ٤٤ عن الشعبي وقتادة وعطاء (عن ابن عبّاس) أنّ المشركين لمّا مثّلوا بقتلى احد من المسلمين قال المسلمون : إذا أظهرنا الله عليهم لنمثّلنّ بهم أعظم ممّا مثّلوا بنا. ونقله الطبرسي في مجمع البيان ٧ : ٦٠٥ وقال في إعلام الورى : ٨٤ : فلمّا انتهى إليه رسول الله خنقته العبرة وقال : لامثلنّ بسبعين من قريش ، فأنزل الله : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بل أصبر. واختصره في المناقب ١ : ١٩٣.
وقال القمي في تفسير الآية : ذلك أنّ المشركين يوم احد مثّلوا بأصحاب النبيّ الذين استشهدوا ، منهم حمزة ، فقال المسلمون : أما والله لئن أولانا الله عليهم لنمثّلنّ بأخيارهم ، فذلك قول الله (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا ...) ١ : ٣٩٢. وفي حرب احد قال : فجاء رسول الله حتى وقف عليه ، فلمّا رأى ما فعل به بكى ثمّ قال : والله ما وقفت موقفا قطّ أغيظ عليّ من هذا المكان ، لئن أمكنني الله من قريش لامثّلنّ بسبعين رجلا منهم! فنزل عليه جبرئيل فقال : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا ...) فقال رسول الله : بل أصبر. ثمّ قال القمي : فهذه الآية في سورة النحل : (١٢٦) وكان يجب أن تكون في هذه السورة (آل عمران) التي فيها أخبار احد ١ : ١٢٣.
هذا ، والآية من سورة النحل التي تحمل رقم السبعين في السور المكيّة والتي هي تزيد على الثمانين ، فهي من السور النازلة قبل الهجرة بأكثر من عشرة. وفي سبب نزول الآية نقل الطوسي القول الأوّل الذي نقلناه ، والثاني : عن إبراهيم وابن سيرين ومجاهد (عن ابن عبّاس أيضا) قال : إنّه في كل ظالم يغصب ونحوه ، فإنّما يجازى بمثل ما عمل (اقتصاصا) ٦ : ٤٤١. ونقله الطبرسي في مجمع البيان وقال : قال الحسن : نزلت الآية قبل أن يؤمر النبيّ بقتال المشركين ، على العموم ٧ : ٦٠٥. ونقل ابن إسحاق في السيرة ٣ : ١٠٢ نزول الآية في مقتل حمزة بسنده عن ابن عبّاس ومحمّد بن كعب القرظي. وقال الواقدي : ورأى رسول الله مثلا شديدا فأحزنه فقال : لئن ظفرت بقريش لامثّلنّ بثلاثين منهم! فنزلت هذه