إلى منزله ، فجاءه الخبر أنّ رسول الله سار إلى حمراء الأسد فركب وسار مع النبيّ إلى حمراء الأسد ، فلمّا رجع رسول الله إلى المدينة انصرف ورجع من العصبة بالعقيق إلى منزله ، فأقام شهرا يداوي جرحه حتّى رأى أن قد برأ ، ولا يدري أنّ الجرح قد دمل على فساد في داخله.
وقدم الوليد بن زهير الطائي إلى المدينة ونزل على صهره طليب بن عمير من أصحاب رسول الله فأخبره أنّه قد ترك سلمة وطليحة ابني خويلد قد سارا بدعوتهما في قومهما إلى حرب رسول الله يقولون :
نسير إلى محمّد في عقر داره فنصيب من أطرافه وسرحهم يرعى في جوانب المدينة ، ونخرج على متون الخيل ، فإن أصبنا نهبا لم ندرك ، وإن لاقينا جمعهم كنّا قد أخذنا للحرب عدّتها ، معنا خيل ولا خيل لهم ، والقوم منكوبون قد أوقعت بهم قريش حديثا ..
فخرج طليب بن عمير بالوليد بن زهير الطائي إلى النبيّ فأخبره ما أخبر الرجل.
وكان هلال المحرّم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة (١) ، فدعا رسول الله أبا سلمة وقال له : اخرج في هذه السريّة (خمسون ومائة) فقد استعملتك عليها حتى ترد أرض بني أسد ، فأغر عليهم قبل أن تلاقي عليك جموعهم ، وأوصاه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا. وعقد له لواء.
فخرج به الوليد بن زهير الطائي دليلا معهم ، ونكب بهم عن سنن الطريق ، وأسرعوا السير وسار بهم ليلا ونهارا ـ أو كمنوا النهار ـ فسبقوا الأخبار حتى انتهوا في أربعة ليال إلى قطن من مياه بني أسد ، فوجدوا سرحا معه مماليك رعاء
__________________
(١) وإنّما جاز القتال دفاعا ووقاية لا ابتداء.