أبي براء ، قد كنت لهذا كارها.
فبلغ ذلك أبا براء فشقّ عليه إخفار عامر (بن الطفيل) إيّاه وما أصاب من أصحاب رسول الله فحمل ابنه ربيعة بن أبي براء على عامر بن الطفيل فطعنه فأصاب فخذه ، فقال عامر :
هذا عمل عمّي أبي براء ، إن متّ فدمي لعمّي لا تطلبوه به ، وإن أعش فسأرى رأيي فيه (١).
__________________
ـ رفع رأسه من الركوع وقال : سمع الله لمن حمده ثمّ قال : اللهم اشد وطأتك على مضر ، اللهم عليك ببني لحيان وزعب ورعل وذكوان وعصية ، فإنّهم عصوا الله ورسوله ، اللهم عليك ببني لحيان وعضل والقارة ... اللهم انج المستضعفين من المؤمنين : غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله. ثمّ سجد. قال ذلك خمس عشرة يوما وقيل : أربعين يوما ـ ١ : ٣٤٩ و ٣٥٠. وهذا الدعاء أيضا يشير بل صريح في سبق قصّة بني لحيان وعضل والقارة في بطن الرجيع.
(١) إعلام الورى ١ : ١٨٧. وفي مجمع البيان ٢ : ٨٨١ و ٨٨٢ ، ينقل عن ابن اسحاق : أن عمل ربيعة هذا كان بعد أن بلغه قول حسّان بن ثابت فيه :
بني أمّ البنين ألم يرعكم |
|
وأنتم من ذوائب أهل نجد |
تهكّم عامر بأبي براء |
|
ليخفره ، وما خطأ كعمد |
ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي |
|
فما أحدثت في الحدثان بعدي؟! |
أبوك أبو الحروب أبو براء |
|
وخالك ماجد : حكم بن سعد |
(ابن هشام ٣ : ١٩٧).
وأيضا ينقل عن ابن اسحاق قول كعب بن مالك :
لقد طارت شعاعا كلّ وجه |
|
خفارة ما أجار أبو براء |
بني أمّ البنين أما سمعتم |
|
دعاء المستغيث مع النساء |
وتنويه الصريخ؟! بلى ولكن |
|
عرفتم أنّه صدق اللقاء |