وخرج غورث إلى
أصحابه ، فقالوا : يا غورث ، لقد رأيناك قائما على رأسه بالسيف فما منعك منه؟ قال
: أهويت له بالسيف لأضربه فما أدري من طعنني بين كتفيّ فخررت لوجهي وخرّ سيفي ،
فسبقني إليه محمّد فأخذه.
ونزلت الآيات ،
ولم يلبث الوادي أن سكن ، فقطعه رسول الله إلى أصحابه فأخبرهم الخبر وقرأ عليهم
الآيتين .
ونقله في «إعلام
الورى» مختصرا مرسلا ، ويبدو لي أنّه نقله عن أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي
عن أبي بصير عن الصادق عليهالسلام ، كما أسنده عنه الكليني في «روضة الكافي» قال : في غزوة
ذات الرقاع نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله تحت شجرة على شفير واد ، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه
، وهم قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل ، فرأى (النبيّ) رجل من
المشركين فقال لقومه : أنا أقتل محمّدا! وجاء فشدّ على رسول الله بالسيف ثمّ قال :
من ينجّيك منّي يا محمّد؟! فقال : ربّي وربّك! فنسفه جبرئيل عليهالسلام عن فرسه ، فسقط على ظهره ، فقام رسول الله وأخذ السيف وجلس
على صدره وقال : من ينجّيك منّي يا غورث؟! فقال : جودك وكرمك يا محمّد! فتركه ،
فقام وهو يقول : والله لأنت خير منّي وأكرم .
وردّد ابن شهرآشوب
صلاة الخوف بين غزوتين : غزوة بني لحيان في جمادى الاولى (من السنة الرابعة) في
عسفان. ثمّ قال : ويقال : في ذات الرقاع مع غطفان ، وكان ذلك بعد النضير بشهرين .
__________________