قال : نزلت
والنبيّ بعسفان ، والمشركون بضجنان ، فتواقفوا ، فصلّى النبيّ وأصحابه صلاة الظهر
بتمام الركوع والسجود ، فهمّ المشركون بأن يغيروا عليهم ، فقال بعضهم : إنّ لهم
صلاة اخرى أحبّ إليهم من هذه ـ يعنون صلاة العصر. فأنزل الله عليه هذه الآية ،
فصلّى بهم صلاة الخوف.
ثمّ ذكر فيها
رواية اخرى عن تفسير أبي حمزة الثمالي قال : إنّ النبيّ غزا بني أنمار ، فنزل رسول
الله والمسلمون وهم لا يرون أحدا من العدوّ ، فوضعوا أسلحتهم ، وخرج رسول الله
ليقضي حاجته وقد وضع سلاحه ، والسماء نرشّ ، فعبر الوادي وجلس في ظلّ شجرة.
فبصر به (بنو
المحارب فقالوا) لغورث بن الحارث المحاربي : يا غورث ، هذا محمّد قد انقلع من
أصحابه! فقال : قتلني الله إن لم أقتله! وانحدر من الجبل ومعه السيف ، ولم يشعر به
رسول الله إلّا وهو قائم على رأسه ومعه السيف ، قد سلّه من غمده وقال : يا محمّد ،
من يعصمك منّي الآن؟ فقال الرسول : الله. فانكبّ عدوّ الله لوجهه ، فقام رسول الله
فأخذ سيفه وقال : يا غورث من يمنعك منّي الآن؟ قال : لا أحد! قال : تشهد أن لا إله
إلّا الله وأنّي عبد الله ورسوله؟ قال : لا! ولكنّي أعهد أن لا اقاتلك أبدا ولا
اعين عليك عدوّا. فأعطاه رسول الله سيفه! فقال له غورث : والله لأنت خير منّي. قال
صلىاللهعليهوآله : إنّي أحقّ بذلك.
__________________