أربعة اشهر وعشرا (١).
فلمّا انقضت عدّتها أرسل إليها أبو بكر يخطبها فأبت ، ثمّ أرسل إليها عمر يخطبها فأبت (٢).
وخطبها رسول الله فقالت له : يا رسول الله : إنّي امرأة فيّ غيرة شديدة وأخاف أن ترى منّي شيئا يعذّبني الله عليه ، وقد كبر سني وتخطّيت الشباب ، ومع ذلك فإنّي امرأة ذات عيال وأحتاج لأن أعمل في قوتهم.
فقال لها : أمّا ما ذكرت من الغيرة ، فسيذهبها الله عنك. وأمّا السنّ فقد أصابني ما اصابك ، وأمّا ما ذكرت من العيال ، فعيالك عيالي. فرضيت (٣).
وقال الطبرسي في «إعلام الورى» هي هند بنت أبي اميّة بن المغيرة المخزومي ، فهي ابنة عمّ أبي جهل ... وكانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد وامّه برّة بنت عبد المطّلب ، فهو ابن عمّة رسول الله ، وكان لأمّ سلمة منه زينب وعمر (٤).
وروى الكليني في «فروع الكافي» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : تزوّج رسول الله أمّ سلمة ، زوّجها إيّاه عمر بن أبي سلمة ، وهو صغير لم يبلغ الحلم (٥).
__________________
ـ إلّا إذا احتملنا استبدال «بقين» من : مضين ، فالصحيح : مضين ، محرّفة أو مصحّفة إلى : «بقين».
(١) مغازي الواقدي ١ : ٣٤٣ و ٣٤٤.
(٢) طبقات ابن سعد ٨ : ٦٢ ، ونقله في بحار الأنوار ٢٠ : ١٨٥ عن المنتقى.
(٣) البداية والنهاية ٤ : ٩١.
(٤) وكان عمر مع علي عليهالسلام يوم الجمل ، وولّاه البحرين ، وله عقب بالمدينة. ومن مواليها خيرة أمّ الحسن البصري ، وشيبة بن مصباح إمام أهل المدينة في القراءة ـ إعلام الورى ١ : ٢٧٧.
(٥) فروع الكافي ٢ : ٢٤ ، كما في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٢٤. وقال الطبرسي في إعلام الورى :