وحيث كان بنو قريظة مع الأحزاب خارج حصونهم ...
قال المفيد في «الإرشاد» : أنّ رسول الله أنفذ أمير المؤمنين عليهالسلام إليهم في ثلاثين من الخزرج وقال له : انظر هل نزل بنو قريظة في حصونهم؟
فلمّا شارف سورهم سمع منهم الهجر (فعلم رجوعهم إلى حصونهم).
فرجع إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فأخبره ، فقال : دعهم فإنّ الله سيمكّن منهم ، إن الذي أمكنك من عمرو بن عبد ودّ لا يخذلك. فقف حتى يجتمع الناس إليك ، وأبشر بنصر من عند الله ، فإنّ الله تعالى قد نصرني بالرعب من بين يديّ مسيرة شهر.
قال علي عليهالسلام : فاجتمع الناس إليّ ، فسرت ...
فقال لي النبيّ صلىاللهعليهوآله حين توجّهت إلى بني قريظة : سر على بركة الله تعالى ، فإنّ الله قد وعدكم أرضكم وديارهم!
فسرت متيقّنا لنصر الله ـ عزوجل ـ ، حتى ركزت الراية في اصل الحصن (١).
وفي خبر الطبرسي عن الأحمر البجلي الكوفي عن الصادق عليهالسلام : أنّ رسول الله قال لعليّ عليهالسلام : قدّم راية المهاجرين إلى بني قريظة ... ثمّ قال : عزمت عليكم أن لا تصلّوا العصر إلّا في بني قريظة (٢).
فقام علي عليهالسلام ومعه المهاجرون وبنو عبد الأشهل وبنو النجّار لم يتخلّف منهم أحد ، وجعل النبيّ يسرّب إليه الرجال ، فما صلّى بعضهم العصر إلّا بعد العشاء (٣).
وقال القمي في تفسيره ـ وظاهرها الرواية ـ : أنّ جبرئيل ناداه : إنّ الله يأمرك أن لا تصلّي العصر إلّا ببني قريظة ...
__________________
(١) الإرشاد ١ : ١٠٩ و ١١٠.
(٢) وفي التبيان ٨ : ٣٣٢ : أنّ النبيّ أمر مناديه بأن ينادي : لا يصلينّ احد العصر الّا ببني قريظة.
(٣) إعلام الورى ١ : ١٩٥.