خيارهم ، فالويل لمن قتله الأخيار الأشراف ، والسعادة لمن قتله الأراذل الكفّار!
فقال حييّ : صدقت! لا تسلبني حلّتي.
قال علي عليهالسلام : هو أهون عليّ من ذلك.
فقال : سترتني! سترك الله! ثمّ مدّ عنقه فضربه علي ولم يسلبه حلّته.
ثمّ قال لمن جاء به : ما كان يقول حييّ وهو يقاد إلى الموت؟
قال : كان يقول :
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه |
|
ولكنّه من يخذل الله يخذل |
لجاهد حتى بلّغ النفس جهدها |
|
وحاول يبغي العزّ كلّ مقلقل (١) |
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام :
لقد كان ذا جدّ وجدّ بكفره |
|
فقيد إلينا في المجامع يعتل |
فقلّدته بالسيف ضربة محفظ (٢) |
|
فصار إلى قعر الجحيم يكبّل |
فذاك مآب الكافرين ، ومن يطع |
|
لأمر إله الخلق في الخلد ينزل |
وقد كان النبيّ أتاهم قبل مباينتهم له يوما يناظرهم ، فأرسلت عليه امرأة منهم حجرا ، فعرفها ، فأمر اليوم بقتلها فقتلت من بين سائر النساء (٣).
واصطفى من نسائهم امرأة هي عمرة بنت خنافة (٤).
__________________
(١) في سيرة ابن هشام ٣ : ٢٥٢ : نسب البيتين إلى جبل بن جوّال الثعلبي والمقلقل : المذهب في الأرض ، أي في كلّ وجه ـ أساس البلاغة : ٧٨٨.
(٢) أحفظه أي : أغضبه ، محفظ أي : مغضب.
(٣) وقال ابن هشام : هي التي طرحت الرحا على خلّاد بن سويد فقتلته. وكذلك في مغازي الواقدي ٢ : ٥١٦ و ٥١٧ أكثر تفصيلا.
(٤) الإرشاد ١ : ١١٢ ، ١١٣. وفي السيرة ٣ : ٧٥٦ : ريحانة بنت عمرو بن خنافة وعرض رسول الله عليها الإسلام فأبت إلّا اليهوديّة! فوجد لذلك في نفسه وعزلها. فبينا هو مع