العيص من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش التي كانوا يأخذون عليها إلى الشام (١).
وقال الطبرسي في «إعلام الورى» : فيها اخذت أموال أبي العاص بن الربيع وفيها بضائع لقريش ، وقدموا بها على رسول الله ، فقسّمه بينهم. وأفلت أبو العاص ولكنّه أتى المدينة فاستجار بزينب بنت رسول الله (زوجته) وسألها أن تطلب من رسول الله أن يردّ عليه ماله وما كان معه من أموال الناس.
فدعا رسول الله السريّة وقال لهم : إنّ هذا الرجل (أبو العاص بن الربيع) منّا بحيث قد علمتم ، فإن رأيتم أن تردّوا عليه فافعلوا.
فردّوا عليه ما أصابوا منه. فخرج (٢).
__________________
(١) ابن هشام ٣ : ٣٣٨ ، بينها وذي المروة ليلة ، وبينها والمدينة أربع ليال ـ الطبقات ٢ : ٦٣.
(٢) إعلام الورى ١ : ٢٠٣ وتمامه : وقدم مكّة وردّ على الناس بضائعهم ثمّ قال لهم : أما والله ما منعني أن اسلم قبل أن اقدم عليكم إلّا توقّيا أن تظنّوا أنّي أسلمت لأذهب بأموالكم ، وإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله. وأشار إليه الحلبي في المناقب ١ : ٢٠٢.
وروى الواقدي الخبر بتفصيل جاء فيه : أنّه دخل على زينب بنت رسول الله (امرأته) سحرا فاستجارها فأجارته ، فلمّا صلّى رسول الله الفجر قامت زينب على بابها (الملاصق للمسجد) فنادت بأعلى صوتها فقالت : إنّي قد أجرت أبا العاص!
وسمعها رسول الله فنادى : أيّها الناس ، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا : نعم. فقال : فو الذي نفسي بيده ما علمت بشيء ممّا كان حتّى سمعت الذي سمعتم ، والمؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم ، وقد أجرنا من أجارت. ثمّ انصرف إلى منزله.
فدخلت عليه ابنته زينب فسألته أن يردّ إلى أبي العاص ما اخذ منه من المال. فقبل بذلك رسول الله ، وأمرها : أن لا يقربها ، فإنّها لا تحلّ له ما دام مشركا. ـ
ثمّ كلّم رسول الله أصحابه في ذلك ، فقبلوا ، وأدّوا إليه كلّ شيء حتّى المطهرة والحبل.