فقام فيهم فقال : إنه والله ما سار محمد الى أحد من اليهود الّا بعث احدا من أصحابه فأصاب منهم ما أراد ، ولكني اصنع ما لا يصنع اصحابي.
قالوا : وما عسيت ان تصنع ما لم يصنع أصحابك؟
قال : أسير في غطفان فأجمعهم ، ثم نسير الى محمد في عقر داره ، فانه لم يغز أحد في داره الا ادرك منه عدوّه بعض ما يريد.
قالوا : نعم ما رأيت. فسار في غطفان فجمعهم.
وقدم خارجة بن حسيل الأشجعي على رسول الله فاستخبره عمّا وراءه فقال : تركت اسير بن زارم يسير إليك في كتائب اليهود.
فروى عن عروة بن الزبير : أن النبي بعث عبد الله بن رواحة في ثلاثة نفر في شهر رمضان الى خيبر ليخبر عن حال اهلها وما يتكلمون به وما يريدون. فلما وصل الى خيبر فرّق أصحابه الثلاثة في ثلاثة من آطام خيبر : الشق ، والكتيبة ، والنطاة ، فأقاموا فيها ثلاثة أيام حتى وعوا ما سمعوه عن اسير وغيره ، ثم خرجوا بعد ثلاثة أيام فرجعوا الى النبي صلىاللهعليهوآله لليالي بقين من شهر رمضان ، فأخبروه بما رأوا وسمعوا.
وعن ابن عباس قال : فندب رسول الله الناس فانتدب له ثلاثون رجلا. فاستعمل عليهم عبد الله بن رواحة.
وقال عبد الله بن انيس : جئت فوجدت أصحابي يوجهون الى اسير بن زارم ، وسمعت النبي يقول : لا أرى اسير بن زارم. يعني ان اقتلوه وكنت فيهم ، فخرجنا حتى قدمنا خيبر ، فأرسلنا الى اسير : إنا آمنون حتى نأتيك فنعرض عليك ما جئنا له؟ قال : نعم ، ولي مثل ذلك منكم؟ قلنا : نعم.
__________________
وذكره الواقدي ١ : ٣٩١ على رأس ستة واربعين شهرا ، وقال : ٣٩٥ ، ويقال : كانت السرية في شهر رمضان سنة ست.