ونقله الطبرسي في «مجمع البيان» فقال : نزلت في العرنيين لما نزلوا المدينة للاسلام واستثقلوا هواءها فاصفرت ألوانهم فأمرهم النبي أن يخرجوا الى ابل الصدقة فيشربوا من ألبانها ... ففعلوا ذلك ، ثم مالوا الى الرعاة فقتلوهم واستاقوا الابل وارتدوا عن الاسلام ، فأخذهم النبي صلىاللهعليهوآله فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (١).
__________________
(١) مجمع البيان ٣ : ٢٩١ ، ورواه الواحدي عن قتادة عن أنس : ١٥٨. وروى الخبر الواقدي عن يزيد بن رومان (عن أنس بن مالك) قال : قدم ثمانية نفر من عرينة على النبي فأسلموا (وأصابهم الوباء بالمدينة) فأمر بهم النبي صلىاللهعليهوآله الى لقاحه بذي الجدر (ذو الجدر على ستة اميال من المدينة من ناحية قباء قريبا من عير ، الطبقات ٢ : ٦٧) فكانوا بها حتى صحوا وسمنوا ... ثم غدوا على اللقاح فاستاقوها ، فأدركهم يسار مولى رسول الله ومعه نفر فقاتلوهم ، فأخذوه فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات تحت شجرة وانطلقوا بالسرح.
واقبلت امرأة من بني عمرو بن عوف فرأت يسار ميتا تحت شجرة ، فرجعت الى قومها وخبّرتهم الخبر ، فخرجوا حتى جاءوا به الى قباء. واخبروا النبي صلىاللهعليهوآله.
فبعث رسول الله في أثرهم عشرين فارسا واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري (كذا) فخرجوا في طلبهم حتى ادركهم الليل بالحرّة ، فباتوا بها ؛ وأصبحوا لا يدرون أين يسلكون؟ فاذا هم بامرأة تحمل كتف بعير ، فقالوا لها : ما هذا معك؟ قالت : مررت بقوم قد نحروا بعيرا فاعطوني منه هذا. فقالوا : اين هم؟ قالت : هم بتلك القفار من الحرّة اذا وافيتم عليهم رأيتم دخانهم.
فساروا حتى أتوهم فأحاطوا بهم فاستأسروا بأجمعهم ، فربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة ، فوجدوا رسول الله بالغابة ، فخرجوا إليه ، حتى التقوا بمربط في مجمع ـ السيول من الزغابة ، فأمر بهم فقطعت ايديهم وارجلهم وسملت أعينهم وصلبوا هناك.
ثم روي عن أبي هريرة (*) قال : لما قطع النبي أيدي أصحاب اللقاح وارجلهم وسمل اعينهم نزلت الآية : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) فلم تسمل بعد ذلك عين.