فقال : «لأنّ الصرورة قاضي فرض ، مدعوّ إلى حجّ بيت الله ، فيجب أن يدخل البيت الذي دُعي إليه ليُكرم فيه».
قلت : فكيف صار الحلق عليه واجباً دون مَنْ قد حجّ؟
فقال : «ليصير بذلك موسماً بسمة الآمنين ، ألا تسمع الله عزوجل يقول : ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ) (١) ».
قلت : فكيف صار وطء المشعر عليه واجباً؟ قال : «ليستوجب بذلكوطء بحبوحة الجنّة» (٢) .
ـ ٤٦٧ ـ
باب العلّة التي من أجلها جُعلت أيّام منى ثلاثة
[ ٩٨٥ / ١ ] حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : قال لي : «أتدري لِمَ جُعلت أيّام منى ثلاثاً؟» قال : قلت : لأيّ شيء جُعلت فداك ، ولماذا؟قال لي : «مَنْ أدرك شيئاً منها فقد أدرك الحجّ» (٣) .
قال محمّد بن عليّ بن الحسين مصنِّف هذا الكتاب : جاء هذا
__________________
(١) سورة الفتح ٤٨ : ٢٧.
(٢) ذكره المصنِّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٣٨ / ٢٢٩٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٩ : ٣٩ ـ ٤٠ / ٢٢.
(٣) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٥ : ٤٨١ / ١٧٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٩٩ : ٣٠٦ / ٤.