به فى عهد أبى بكر ولا فى عهد عمر » (١).
وفى عهد معاوية برزت ظاهرة جديدة وهى الحثّ على اختلاق أحاديث فى فضائل الخلفاء. يقول الطبري :
« إنَّ معاوية لمّا استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وامّره عليها دعاه وقال له : «قد أردت ايصاءك بأشياء كثيرةٍ ، أنا تاركها إعتمادا على بصرك ولست تاركا ايصاءك بخصلة : لا تترك شتم عليّ وذمّه واكثر الترحم على عثمان والاستغفار له والعيب لأصحاب عليّ والإقصاء لهم والإطراء لشيعة عثمان والادناء لهم. فقال له المغيرة : قد جَرَّبتَ وجُرِّبتُ وعملتُ قبلك لغيرك ، فلم يذممنى وستبلو فتَحمِد أو تذمّّ فقال : بل نَحمِد إن شاء اللّه » (٢).
هذا فى مدرسة الرأى والعكس تماما نجده فى مدرسة أهل البيت عليهمالسلام فالإمام الصادق عليهالسلام يقول : « اكتبوا فانّكم لاتحفظون حتى تكتبوا » (٣) و « احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون اليها » (٤) و « اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا » (٥).
وللإمام الصادق عليهالسلام مناقشات متعددة ودقيقة لمدرسة الرأي. ففى يوم قال
__________________
١ ـ منتخب الكنز بهامش مسند احمد : ٤ / ٦٤.
٢ ـ تاريخ الطبري : ٢ / ١١٢ ؛ تاريخ ابن الأثير : ٣ / ١٠٢.
٣ ـ وسائل الشيعة : باب ٨ من ابواب صفات القاضي ، حديث ١٦.
٤ ـ وسائل الشيعة : باب ٨ من أبواب صفات القاضي ، حديث ١٧.
٥ ـ وسائل الشيعة : باب ٨ من أبواب صفات القاضي ، حديث ٧.