لأبي حنيفة : « أيّما أعظم عند اللّه القتل أو الزنا؟ قال : بل القتل ، فقال عليهالسلام : فكيف رضى فى القتل بشاهدين ولم يرض فى الزنا إلاّ بأربعة؟ ثمّ قال له : الصلاة أفضل أم الصيام؟ قال : بل الصلاة أفضل ، قال عليهالسلام : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة فى حال حيضها دون الصيام وقد أوجب اللّه عليها قضاء الصوم دون الصلاة. ثمّ قال له : البول أقذر أم المني؟ فقال : البول أقذر ، فقال : يجب على قياسك أن يجب الغُسل من البول دون المنى وقد أوجب اللّه تعالى الغُسل من المنى دون البول ... الى أن قال عليهالسلام : تزعم انّك تفتى بكتاب اللّه ولست ممن ورثه وتزعم انّك صاحب قياس واوّل من قاس إبليس ولم يُبْنَ دين اللّه على القياس » (١).
اَوَ ليس من الحق بعد هذا أن يقول الإمام الصادق عليهالسلام فى حق الحكم بن عتيبة : « فليشرِّق الحَكَمُ وليغرِّب ، أما واللّه لايصيب العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل » (٢).
هناك سؤال يخطر الى الذهن : كيف اكتفت مدرسة أهل البيت بسنّة الرسول صلىاللهعليهوآله والحال انّ أغلب الأئمة الطاهرين من ذريّته لم يعاصروه؟
فى هذا المجال يمكن أن يجاب بأنَّ أهل البيت عليهمالسلام قد توارثوا ما عند جدِّهم الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآله من علوم وكانوا يتناقلون ذلك فيما بينهم صدرا عن صدر فكان لديهم :
أ ـ كتاب عليّ الّذى هو من إملاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وخط أمير المؤمنين عليهالسلام ، فعن
__________________
١ ـ وسائل الشيعة : باب ٦ من أبواب صفات القاضي ، حديث ٢٨.
٢ ـ وسائل الشيعة : باب ٧ من أبواب صفات القاضي ، حديث ٢٣.