المقدمة
لقد بات اصلاح الكتب الدراسية الحوزوية طموحاً لم يتحقق بعد كما ينبغي ، إذ لم تكن مصاعب الطريق مع همم الإصلاح متكافئة.
وبالرغم من تعرض الكتب الدراسية للإصلاح فيما يرتبط ببعض العلوم الحوزوية كالمنطق والفلسفة واصول الفقه والصرف والنحو والبلاغة ... غير انّ علم الفقه والّذى يُعدّ عَصب الحياة الحوزوية لم تتعرّض كتبه الدراسية للإصلاح عبر قرون عديدة بالرغم من انّه يشغل مساحة واسعة من حياة الطالب العلميّة.
ويمرّ الطالب عادةً فى دراسته الفقهية بمرحلتين : احداهما تمهيدية (مرحلة السطح) والاُخرى عالية (مرحلة الخارج) وتتّخذ الدراسة فى مرحلتها التمهيدية اُسلوب البحث فى كتب معيّنة مؤلّفة فى ذلك العلم يدرسها الطالب على يد الاساتذة الأكفاء ، ليتهيّأ من خلال ذلك لحضور أبحاث الخارج.
وقد جرى العرف العام فى حوزاتنا جميعاً على اختيار « الروضة البهية فى شرح اللمعة الدمشقية » كأوّل كتاب دراسى فقهى استدلالى للمرحلة الاُولي؛ إذ يجمع جميع أبواب الفقه فيمرّ الطالب من خلال دراسته له بدورة فقهيّة استدلالية مبسطة