عذافر الصيرفي : « كنت مع الحَكَم بن عتيبة عند أبى جعفر الباقر عليهالسلام فجعل يسأله الحَكَم وكان أبوجعفر له مُكرِما ، فاختلفا فى شيء ، فقال أبوجعفر : يا بُنيّ! قم فأخرِج كتاب على عليهالسلام فأخرَج كتابا مدرجا عظيما ، ففتحه وجعل ينظر فيه حتى أخرج المسألة ، فقال أبوجعفر عليهالسلام : هذا خطّ عليّ وإملاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله . وأقبل على الحكم وقال : يا أبامحمد! اذهب أنت وسلمة وأبوالمقدام حيث شئتم يمينا وشمالاً ، فواللّه لاتجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل » (١).
ب ـ والجامعة ، ففى صحيحة أبى بصير : « دخلت على أبى عبداللّه عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك إنّى أسألك عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال : فرفع أبو عبداللّه عليهالسلام سترا بينه وبين بيت آخر ، فاطلع فيه ، ثمّ قال : يا أبا محمد! سلْ عمّا بدا لك. قال قلت : جعلت فداك إنَّ شيعتك يتحدّثون أنَّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله علّم عليّا عليهالسلام باباً يفتح له منه ألف باب ، قال : فقال : يا أبامحمد! علّم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب. قال : قلت : هذا واللّه العلم ، قال : فنكت ساعة فى الأرض ، ثمّ قال : إنّه لعلم وما هو بذاك.
ثمّ قال : يا أبامحمد! وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وإملائه من فلق فيه وخطّ عليّ بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس اليه حتى الأرش فى الخدش وضرب بيده إليّ فقال : تأذن لى يا أبامحمد؟ قال : قلت : جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزنى بيده وقال : حتى أرش هذا ، كأنه مغضب ... » (٢).
__________________
١ ـ رجال النجاشي : ترجمة محمدبن عذافر.
٢ ـ اصول الكافي : ١ / ٢٣٩.