ج ـ والجفر ، وقد أشار اليه الإمام الصادق عليهالسلام فى الصحيحة المتقدمّة بقوله : « وإنَّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال : قلت : وما الجفر؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيّين والوصيّين وعلم العلماء الّذين مضوا من بنى اسرائيل ... » (١).
د ـ ومصحف فاطمة عليهاالسلام ، وقد أشارت له صحيحة أبي عبيدة حينما سأل بعض الأصحاب الإمام الصادق عليهالسلام عنه ، فقال عليهالسلام : « إنَّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لاتريدون. إنَّ فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل عليهالسلام يأتيها ، فيحسن عزائها على أبيها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها فى ذرّيَّتها وكان على عليهالسلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام » (٢).
هذا كلّه ، بالإضافة إلى الوسائل الغيبية الّتى كان يزوّد اللّه تبارك وتعالى بها أئمّة أهل البيت عليهمالسلام بما يشاء من العلم ، ففى غير واحد من الأخبار : لولا أنّهم عليهمالسلام يزدادون لنفد ما عندهم(٣). كما أنّ فى غير واحد من الأخبار أيضاً : إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه اللّه ذلك(٤).
وبهذا يتَّضح الجواب عن تساؤل آخر وهو : كيف يحصل العلم للأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام وكيف يتداولونه؟ إنَّ الوسيلة المهمّة لذلك بالإضافة إلى الوسائل الغيبية هى تداول الكتب السابقة. وفى حديث سليم بن قيس : « شهدت وصيّة أميرالمؤمنين عليهالسلام حين أوصى الى ابنه الحسن عليهالسلام واشهد على وصيَّته الحسين عليهالسلام
__________________
١ ـ اصول الكافي : ١ / ٢٣٩.
٢ـ اصول الكافي : ١ / ٢٤١.
٣ ـ اصول الكافي : ١ / ٢٥٤.
٤ ـ اصول الكافي : ١ / ٢٥٨.