__________________
إليهم.
وإمّا لأنهم قد تمسّكوا بالبراءة في كثير من موارد هذه المسألة في أبواب الفقه ، فمن ادعى شهرة القول بالبراءة نظر إلى ظاهر كلماتهم في الفقه ، ومن ادعى شهرة القول بالإحتياط نظر إلى القاعدة لكون الشغل اليقيني بالواقع مقتضيا عندهم للبراءة اليقينيّة ، فزعم منه كون القول بالإحتياط مذهبا لهم في المقام ويحتمل أن يريدوا بالبراءة في موارد التمسّك بها إطلاق الأدلّة على القول بالأعم في ألفاظ العبادات بأن تسامحوا في التعبير بها عنه لموافقتها في المؤدى ، ومن هنا سرت الشبهة إلى صاحب الرّياض فزعم كون القول بالبراءة ملازما للقول بوضع الفاظ العبادات أسام للأعم قال في صلاة الجمعة عند بيان اشتراطها بوجود سلطان عادل :
« ليس هنا إلاّ الجمعة بهذا الشرط وباقي الشروط الآتية ، ونفيه بأصالة البراءة إنّما يتّجه على القول بكونها أسام للأعم من الصحيحة والفاسدة ، وأمّا على القول بأنها أسام للصحيحة خاصة كما هو الأقرب فلا » إنتهى. [ الرياض ج ٣ / ٣١٦ ط مؤسّسة آل البيت ].
وظنّي انّ هذه الشبهة إنّما نشأت مما ذكره الوحيد البهبهاني ثمرة للقولين في ألفاظ العبادات من جواز التمسّك بأصالة البراءة عند الشك في الأجزاء والشرائط على القول بالأعم وعدمه على القول بالصحيح.
والحق عدم دلالة ما ذكره على الملازمة بين القول بالصحيح والرجوع إلى قاعدة الإشتغال وأن التمسّك بأصالة البراءة على القول بالأعم غلط فاحش.
أمّا الأوّل : فإن المقصود من ذكر هذه الثمرة بيان جواز التمسّك بالبراءة على القول بالأعم ؛