ولكن يمكن أن يقال : إنّ ذكر الأستاذ العلاّمة لاستصحاب الحليّة إنّما هو من قبل السيّد ، والظّاهر وجود هذا الاستصحاب وأمثاله في كلماته وكلمات غيره وإن كان مقتضى التّحقيق خلاف ما ذكروه فتأمّل.
(٢٢٨) قوله ( دام ظلّه ) : ( من حيث إنّ العدم الأزليّ مستمرّ مع حياة الحيوان ... إلى آخره ). ( ج ٣ / ٢٠١ )
أقول : أراد بذلك الفرق بين المستصحب الوجودي إذا كان كليّا وبين المستصحب العدمي إذا كان كذلك ؛ حيث إنّ وجود الكلّي في ضمن فرد غير وجوده في ضمن فرد آخر ، وهذا بخلاف العدم ؛ فإنّ العدم المقارن لموجود ليس غيره إذا كان مقارنا لموجود آخر ، والوجه فيه : أنّ العدم ليس مستندا إلى وجود ما هو مقارن له وليس له علّة حتّى يقال : إنّ انتفاء أحد الوجودين يستلزم انتفاء العدم المقارن له ؛ إذ كلّ عدم مقارن لجميع الوجودات ولا يتغيّر بتغايرها.
نعم ، قد يكون انتفاء بعض الوجودات مقتضيا لوجود المعدوم كما في الضّدّين اللّذين لا ثالث لهما ، لكنّه لا دخل له بما نحن في صدده : من عدم تغاير العدم بتبادل الموجودات المقارنة له كما لا يخفى هذا.
ولكن لا يخفى عليك : أنّه يمكن المناقشة فيما ذكره : بأنّ عدم التّذكية الأزلي من غير إضافة إلى الموضوع المشكوك ممّا لا يعقل عروض الحكم له ولا صيرورته قيدا لموضوع عرض له الحكم ، والّذي يصحّ قيدا إنّما هو العدم المضاف إلى الموضوع الخاص ، وهذا المعنى لا يجري فيه ما ذكره ( دام ظلّه ) كما لا يخفى ، بل لا بدّ من المشي فيه على المسلك الّذي قدّمناه لك.