(٨٧) قوله : ( ومنها : بناء العقلاء على ذلك في جميع أمورهم ... إلى آخره ). ( ج ٣ / ٩٤ )
الوجه الرابع من وجوه القول الأوّل :
بناء العقلاء
أقول : الوجه في اعتبار بناء العقلاء في المقام على فرض تحقّقه ، بل في كلّ مقام : هو كشفه عن حكم العقل ، كإجماعهم القولي. غاية ما هناك : أنّ بناء العقلاء وحكم العقل في طريق الإطاعة والامتثال معلّق على عدم جعل المولى طريقا غير ما يسلكونه في طريق الامتثال وعدم نهيه عن سلوك ما بنوا على طريقيّته. فنقول في المقام :
إنّه على فرض تسليم وجود بناء العقلاء على سلوك الاستصحاب في إطاعة الأحكام الواصلة إليهم من الموالي العرفيّة يحكم بجواز سلوكه في إطاعة الأحكام الشّرعيّة وأنّ الشّارع أمضاه ما لم نجد له طريقا مخترعا لإطاعة أحكامه أوردعه عن سلوك هذا الطّريق الخاصّ في أحكامه ، وهذا نظير ما ذكرناه وذكره الأستاذ العلاّمة في حجيّة الظّن في مسألة حجيّة خبر الثقة باستقرار طريقة العقلاء على سلوكه وجعله واسطة بين الموالي والعبيد.
لا يقال : ما دلّ على النّهي عن العمل بما وراء العلم من الآيات والأخبار رادع عن العمل بالاستصحاب في الأحكام الشّرعيّة وما يتعلّق بها من موضوعاتها.