ملخّص الكلام في صغرى حجّيّة بناء العقلاء
وأمّا الصّغرى وهي وجود بنائهم في المقام فملخّص الكلام فيها :
أنّك قد عرفت في مطاوي كلماتنا السّابقة : أنّ بناء العقلاء في أمورهم على سلوك طريق من دون حصول الظّن لهم منه ـ ولو نوعا ـ ممّا لم يثبت في مورد من الموارد. وقد عرفت أيضا : أنّ الصّالح لحصول الظّن منه في باب الاستصحاب ليس إلاّ الغلبة الّتي قد عرفت : عدم وجودها إلاّ في الشّبهة الموضوعيّة على حسب اختلاف مراتب الأصناف فيها ، وبنائهم على العمل بالغلبة في الموضوعات ثابت سواء وافقت الحالة السّابقة أو خالفتها.
ألا ترى أنّهم لا يكاتبون ولا يبنون على حياة من عهدوه على حال لا يغلب فيها السّلامة؟
نعم ، ربما يكتبون إليه من باب الاحتياط ولهذا لا يرسلون إليه البضائع والأمتعة للتّجارة ، فيمكن أن يحكم باعتبار الاستصحاب في الموضوعات من جهة البناء المذكور فيما كان الشّك فيه من قبيل الشّك في الرّافع ـ حسب ما هو الأكثر في الشّبهات الموضوعيّة ـ دون ما كان الشّك فيه من قبيل الشّك في المقتضي ؛ لعدم تحقّق الغلبة فيه فتأمّل.
ولا يحتاج في الحكم باعتباره حينئذ إلى ضمّ مقدّمات الانسداد القاضية لحجيّة مطلق الظّن ، بل يصير الاستصحاب حينئذ من الظّنون الخاصّة الثّابت اعتباره من حيث قيام الدّليل عليه بالخصوص ، لكن قد عرفت : أنّ البناء على