بظاهرها منافية للخبر المتقدّم في الجملة بناء على ما ذكره الصّدوق في تفسيرها على ما عرفته في الجزء الثّاني (١) من « الكتاب ».
وكيف كان : اضطربت كلمات الأصحاب في كون الحسد بنفسه من المحرّمات أم لا ، كما أنّها اضطربت في أنّ ظنّ السّوء بنفسه من المحرّمات أم لا ، إلّا أنّ ظاهر الأكثر وظاهر جملة من الأخبار المقيّدة بغيرها عدم التّحريم ما لم يترتّب عليها الأثر.
نعم ، ظاهرهم الإجماع على أنّ مجرّد الخطور القلبي ممّا لا بأس به ، وقد ادّعى الإجماع عليه العلّامة المجلسي في « البحار » (٢) صريحا.
__________________
وأورد الكليني قدسسره ما يقرب منه في روضة الكافي الشريف : ج ٨ / ١٠٨ وللتأمل في الخبرين مجال واسع لمنافاتهما للعصمة وقبولهما على هذا التقدير مشكل وإن صحّ خبر الروضة سندا ، وتفسير الصّدوق خلاف الظاهر فلا يصار إليه. وكيف كان : فالأفضل بل الأحوط أن يردّ علم ذلك إلى أهله.
(١) فرائد الأصول : ج ٢ / ٤٠.
(٢) لم نعثر عليه في البحار في مظانه نعم ، في رياض السالكين : ٢ / ٤١٠ للسيد عليخان المدني الكبير : وأمّا بمعنى الخطرة أو حديث النفس فإن كان طاعة فلا مانع من أن يترتّب عليه رضاه تعالى كما جرت عليه عادته في عموم الفضل والإحسان وإن كان معصية فقد انعقد الإجماع من الأمة على أن لا مؤاخذة به.