ويمكننا إجراء هذا الطريق في جميع أنواع المجاز في الكلمة ، فإنّ مرجع العلاقة أيّ علاقة كانت إلى ما يكون مصحّحا للتنزيل ، سواء كانت هي المشابهة أو غيرها من أنواع العلاقات ، فيكون حال تلك العلائق حال المشابهة في كونها مصحّحة للتنزيل ، وحينئذ يجري فيها مسلك السكاكي ، وبذلك ينغلق باب المجاز في الكلمة ويعود الكل إلى التجوز في الحمل والتطبيق نظير قولهم عليهمالسلام « الطواف بالبيت صلاة » (١) في كون المصحّح للتنزيل والحمل وإطلاق الصلاة على الطواف هو الاشتراك في الحكم وهو لزوم الطهارة.
والانصاف أن مسلك السكاكي هو الذي ينبغي أن يصار إليه ، إذ لو نزّلنا الاستعارة على المجاز في الكلمة لكان محصّله أنّا نستعمل لفظ الأسد في الرجل الشجاع ، ونحمل الرجل الشجاع على زيد ، ولم يكن ذلك إلاّ عبارة عن قولنا زيد رجل شجاع في الخلو عن اللطف والمبالغة في الشجاعة ، فإنّ رتبة الاستعمال ليس فيها إلا استعمال لفظ الأسد في كلي الرجل الشجاع ، وهذا لا دخل له بزيد ، وإنما الذي يرجع إلى زيد هو حمل ذلك المستعمل فيه اللفظ أعني الرجل الشجاع على زيد ، فلا يكون حاصله إلاّ أنّ زيدا رجل شجاع ، وهذا هو ما ذكرناه من الخلو من المبالغة.
وأمّا ما أورده عليه شيخنا قدسسره ممّا حاصله : أنّ قولنا زيد أسد يشتمل على الادعاء والتنزيل ، وهو أعني الادعاء والتنزيل إمّا في الموضوع أو في المحمول أو في النسبة. ولا إشكال في عدم الادعاء والتنزيل في الموضوع وهو زيد ، فاما أن يكون في المحمول بتوسعة في المفهوم فهو المطلوب
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٩ : ٤١٠ / أبواب الطواف ب ٣٨ ح ٢.