بايعوا بالإجماع الزعيم العلوي الكبير محمد ذا النفس الزكية ، فقد اجتمعوا بالأبواء مع العلويين ، فانبرى صالح بن عليّ فقال لهم :
( إنّكم القوم الذين تمتدّ إليهم أعين الناس فقد جمعكم الله في هذا الموضع فاجتمعوا على بيعة أحدكم ، وتفرّقوا في الآفاق ، فادعوا الله لعلّه أن يفتح عليكم وينصركم .. ).
وبادر المنصور الدوانيقي فدعاهم إلى بيعة محمد الذي تؤيّده جميع القوى الإسلامية في ذلك العصر ، فقال :
( لأي شيء تخدعون أنفسكم ، والله لقد علمتم ما الناس أصور ـ أي أميل ـ أعناقاً ، ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى ـ وأشار إلى محمد بن عبد الله ـ .. ).
وصدقوا جميعاً مقالته قائلين بلسان واحد :
( والله صدقت إنّا نعلم هذا .. ).
وبادر العلويّون والعباسيون إلى بيعة محمد ، وكان ممّن بايعه السفاح والمنصور (١) وكان أشدهم اندفاعاً في خدمته والتملّق إليه المنصور الدوانيقي فكان يأخذ بركابه ، ويسوّي عليه ثيابه ، ويقول : إنه مهدينا أهل البيت (٢).
وكانت بيعة المنصور لمحمد موضع وفاق ، فقد جيئ بعثمان بن محمد الزبيري أسيراً إلى المنصور بعد فشل ثورة محمد ، فصاح به المنصور.
( يا عثمان أنت الخارج عليَّ مع محمد .. ).
فأجابه عثمان بمنطق الأحرار ، وهو ساخر من الحياة ، وهازئ بالموت قائلاً : ( بايعته أنا وأنت بمكّة فوفيت ببيعتي ، وغدرت ببيعتك .. ).
وكانت هذه الكلمات كالصاعقة على رأس الطاغية فشتمه إلاّ أن عثمان لم يعن
__________________
١ و ٢ ـ مقاتل الطالبيين.