خليفة في قفص |
|
بين وصيف وبغا |
يقول ما قالا له |
|
كما تقول الببغا |
وقد روى أحمد بن صدقة قال : دخلت على المأمون في يوم السعانين (١) وبين يديه عشرون وصيفة جلباً روميات مزنرات قد تزيّنّ بالديباج الرومي وعلّقن في أعناقهنّ صلبان الذهب ، وفي أيديهنّ الخوص والزيتون ، فقال المأمون : ويلك يا أحمد قد قلت في هؤلاء أبياتاً فغنّي فيها ثمّ أنشده :
ظباء كالدنانير |
|
ملاح في المقاصير |
جلاهنّ السعانين |
|
علينا في الزنانير |
وقد رزقن أصداغاً |
|
كأذناب الزرازير |
وأقبلن بأوساط |
|
كأوساط الزنابير |
فغنّاه بها فلم يزل يشرب ، وترقص الوصائف بين يديه أنواع الرقص (٢). وقد حفلت كتب التاريخ والأدب بالشيء الكثير من مجونهم وطربهم وانشغالهم عن النظر في أمور المسلمين بالدعارة والفجور.
وكان من مظاهر الحياة اللاهية لعبهم بالنرد والشطرنج ، والعناية بتربية الحمام والمغالاة في أثمانه (٣) كما تهارشوا بالديوك والكلاب (٤) ولعبوا بالميسر وقد انتشر ذلك حتى في حانات الفقراء (٥).
__________________
١ ـ يوم السعانين : عيد للنصارى.
٢ ـ الأغاني : ج ١٩ ص ١٣٨.
٣ ـ حياة الحيوان : ج ٣ ص ٩١.
٤ ـ الأغاني : ج ٦ ص ٧٥.
٥ ـ حياة الحيوان : ج ٥ ص ١١٥.