علي قد اخترته لتبريزه على كافّة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنه ، والأعجوبة فيه بذلك ، وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه ، فيعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه .. ).
وندّد المأمون بالعباسيين فهم الذين قطعوا أواصر الرحم والقربى بينهم وبين العلويين ، ولو أنصفوا نفوسهم ، ورجعوا إلى حوازب أفكارهم لرأوا أنّ العلويين أولى بمقام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومركزه منهم لأنّهم ذرّيته وأبناؤه ، ولأنّ هذا الدين قد بني بتضحياتهم وجهادهم ، وأمّا العباسيون قديماً وحديثاً فليست لهم أيّة خدمة للإسلام ولا للمسلمين ، وإنّما صنعوا ما أضرّ بالإسلام والمسلمين.
وعرض المأمون في حديثه إلى الإمام أبي جعفر عليهالسلام فأبدى إعجابه البالغ به فهو الأعجوبة الكبرى الذي بزّ جميع أهل العلم والفضل ، وتفوّق عليهم مع صغر سنه.
وانبرى العباسيون فطلبوا منه أن يؤجّل زواج الإمام حتى يكبر ويتفقّه في الدين قائلين :
( إنّ هذا الفتى وإن راقك منه هديه فإنّه صبي لا معرفة له ، ولا فقه ، فأمهله ليتأدّب ، ويتفقّه في الدين ، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك .. ).
وردّ عليهم المأمون بما عرفه من واقع أهل البيت عليهمالسلام قائلاً :
( ويحكم إنّي أعرف بهذا الفتى منكم ، وإنّ هذا من أهل بيت علمهم من الله ، ومواده وإلهامه ، لم يزل آباؤه أغنياءً في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال ، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبين لكم ما وصفت من حاله .. ).
إن المأمون لعلى بيّنة بأئمة أهل البيت عليهمالسلام الذين آتاهم الله من العلم والحكمة ما لم يؤت أحداً من العالمين.
واتّفق المأمون مع العباسيين على امتحان الإمام الجواد عليهالسلام لعلّه يعجز عن