من هذا فقيه الأرض وقاضيها!! قال : اهتك حرمة أبيك واقض شهوتك ، وصيّره في رقبتي .. ) (١).
وهناك فتاوى كثيرة لأبي يوسف شذّت عن القواعد الفقهيّة ، واتّفقت مع رغبات السلطة الحاكمة .. إنّ القضاء لم يكن مستقلاً في العصر العباسي وإنما كان خاضعاً لرغبات الخليفة وميوله.
ثانياً : إن هذه المسألة التي سأل يحيى عنها الإمام عليهالسلام ليست من المسائل البسيطة ـ كما يقول ابن تيميّة ـ وإنّما هي من دقائق علم الفقه باعتبار ما يتفرّع عليها من الفروع وما يتشعّب عليها من المسائل ، وأكبر الظنّ أن يحيى إنّما سأل الإمام عنها باعتبار ذلك إذ ليس من السذاجة ، وعدم الدراية بشؤون الفقه حتى يسأل الإمام عن مسألة بسيطة.
ثالثاً : إنّ ابن تيمية ذكر أن الإمام عليهالسلام لم يعرض إلى بيان حكم هذه الأقسام التي فرّعها على المسألة ، وهذا يدلّ على عدم تتبّعه ، ونظرته للأمور بصورة سطحية فإنّ الإمام عليهالسلام قد تعرض بالتفصيل لأحكام هذه الأقسام ـ كما سيأتي ـ .
رابعاً : أنكر ابن تيميّة أن يكون الإمام عليهالسلام عالماً بأحكام هذه الأقسام فقد قال : ( ومجرّد التقسيم لا يقتضي العلم بأحكام هذه الأقسام ) إنّ الإمام الذي استمدّ علومه من آبائه العظام الذين هم ورثة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم قد عرض بصورة شاملة لبيان أحكام الأقسام ، ولكن ابن تيميّة قد وضع حجاباً على عينيه فلم يبصر ما ذكره الإمام عليهالسلام.
خامساً : ذكر ابن تيمية أنّ ذكر الأقسام الممكنة إن كان واجباً فلم يستوفِ
__________________
١ ـ حياة الإمام موسى بن جعفر : ج ٢ ص ٤٤.