وإن رغم قوم لذلك .. ).
وانبرى الإمام فأنشأ خطبة العقد قائلاً :
( الحمد لله إقراراً بنعمته ، ولا إله إلا الله إخلاصاً لوحدانيته ، وصلى الله على سيد بريته ، والأصفياء من عترته ، أما بعد : فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنم الله من فضله والله واسع عليم ).
ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجتني يا أمير المؤمنين على هذا الصداق؟ .. ).
وانبرى المأمون بحسب وكالته عن ابنته أو ولايته عليها فيما إذا كانت صغيرة ، فقال : ( نعم قد زوجتك يا أبا جعفر على هذا الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح؟ ).
قال الإمام عليهالسلام : قد قبلت ذلك ورضيت به (١) وأمر المأمون الناس على اختلاف مراتبهم بالجلوس وعدم التفرّق من المجلس ، قال الريّان : ولم نلبث أن سمعنا أصوات الملاحين في محاوراتهم ، فإذا الخدم يجرّون سفينة قد صنعت من الفضّة قد شدّت بحبال من الإبريسم ، وهي مملوءة من الغالية ، فأمر المأمون ـ أولاً ـ بأن تخضّب لحاء الخاصة ، وبعدهم العامة وتطيّب الجميع ، ثمّ وضعت الموائد فأكل الناس منها (٢).
__________________
١ ـ الإرشاد : ص ٣٦١ ـ ٣٦٢. وسائل الشيعة : ج ٩ ص ١١٥.
٢ ـ الإرشاد : ص ٣٦٢.