قال عليهالسلام :
( أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه ، فلما ارتفع النهار حلّت له ، فلمّا زالت الشمس حرمت عليه ، فلمّا كان وقت العصر حلّت له ، فلمّا غربت الشمس حرمت عليه ، فلمّا دخل عليها وقت العشاء الآخرة حلّت له ، فلمّا كان انتصاف الليل حرمت عليه ، فلمّا طلع الفجر حلّت له ، ما حال هذه المرأة؟ وبماذا حلّت له؟ وحرمت عليه؟.
وبهر يحيى ، وحار في الجواب ، والتفت إلى الإمام قائلاً :
( والله ما اهتدي إلى جواب هذا السؤال ، ولا أعرف الوجه فيه ، فإن رأيت أن تفيدنا فيه؟ .. ).
وأخذ الإمام في تحليل المسألة قائلاً :
( هذه أمَة لرجل من الناس نظر إليها أجنبي في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه ، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له ، فلمّا كان عند الظهر اعتقها فحرمت عليه ، فلمّا كان وقت العصر تزوّجها فحلّت له ، فلمّا كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له ، فلمّا كان في نصف الليل طلقّها واحدة فحرمت عليه ، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له .. ).
وذهل الحاضرون من علم الإمام عليهالسلام ـ وهو بهذا السنّ ـ وأقبل المأمون على أسرته قائلاً :
( هل فيكم أحد يجيب عن المسألة بمثل هذا الجواب ، أو يطرق القول فيما تقدّم من السؤال؟ .. ).
فانبروا جميعاً قائلين :