والبر بهم ، فقد كان السخاء من عناصره ومقوّماته ، وقد ذكر المؤرّخون بوادر كثيرة من كرمه وجوده كان منها ما يلي :
١ ـ إنّه أنفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خراسان ، وصادف ذلك في يوم عرفة فأنكر عليه الفضل بن سهل وقال له : إنّ هذا لمغرم ، فأجابه الإمام :
( بل هو المغنم ، لا تحدث مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرماً ).
إنه ليس من المغرم في شيء صلة الفقير ، والإحسان إلى الضعيف ابتغاء مرضاة الله ، وإنما المغرم أن ينفق الإنسان أمواله بغير وجه مشروع ، خصوصاً الإنفاق على ما لا يعود على المجتمع بفائدة.
٢ ـ ومن كرمه أنه وفد عليه رجل فسلّم عليه ، وقال له : أنا رجل من محبّيك ومحبي آبائك ، مصدري من الحجّ ، وقد نفذت نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي ، فإذا بلغت تصدّقت بالذي تعطيني عنك ، فقام عليهالسلام ودخل حجرة في داره ، ولم يلبث أن أخرج يده ، وقال له : خذه هذه المائتي دينار ، فاستعن بها في أمورك ونفقتك ، ولا تتصدّق بها عني ، وانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمة الإمام ، والتفت بعض الحاضرين إلى الإمام فقال له : لِمَ سترت نفسك عن الرجل وأخرجت يدك فناولته المال ، ولم تره؟ فقال عليهالسلام :
( إنما صنعت ذلك مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه ، لقضائي حاجته أما سمعت حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة ، والمذيع بالسيّئة مخذول ، أما سمعت قول الشاعر :
متى آته يوماً لأطلب حاجة |
|
عت إلى أهلي ووجهي بمائه (١) |
٣ ـ ومن بوادر سخائه أنّه مرّ به فقير فقال له :
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٨.