وإنما سأله عن الإمام من بعده حتى يدين بطاعته والولاء له ، فقال عليهالسلام له :
( إلى ابن أبي جعفر .. ).
وكان الإمام أبو جعفر عليهالسلام في مرحلة الطفولة ، فقال له :
( إني استصغر سنّه !! ).
فردّ عليه الإمام هذه الشبهة قائلاً :
( إن الله بعث عيسى بن مريم قائماً في دون السنّ ، التي يقوم فيها أبو جعفر .. ) (١).
وحفل جواب الإمام الرضا عليهالسلام بالدليل الحاسم فإنّ الله تعالى بعث عيسى نبيّاً وآتاه العلم صبياً وهو دون سنّ الإمام أبي جعفر ، والنبوّة والإمامة من منبع واحد لا يناطان بالصغير والكبير وإنّما أمرهما بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهما من أحبّ من عباده.
٢ ـ صفوان بن يحيى :
وممّن روى النصّ على إمامة الجواد صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا : قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عن القائم بعدك؟ فتقول : يهب الله لي غلاماً ، فقد وهبه الله لك فأقرّ عيوننا ، فإن كان كون ، فإلى من؟ فأشار الإمام إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه وعمره إذ ذاك ثلاث سنين ، فقلت : هو ابن ثلاث سنين؟!! قال عليهالسلام : وما يضرّ من ذلك ، فقد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين (٢).
٣ ـ معمر بن خلاد :
وروى معمر بن خلاد النصّ من الرضا عليهالسلام على إمامة ولده الجواد قال : سمعته
__________________
١ ـ الدرّ النظيم ، ورقة ٢١٨ من مصورات مكتبة الإمام أمير المؤمنين.
٢ ـ الفصول المهمة لابن الصباغ : ص ٢٥١ ، أصول الكافي : ج ١ ص ٣٧٩.