الله ، وحاروا في أمرهم وبينما هم في حيرة وذهول إذ فُتِح باب من صدر المجلس ، وخرج موفق ، ثمّ أطل عليهم الإمام أبو جعفر وهو بهيبته التي تعنو لها الجباه ، وقام الفقهاء والعلماء إجلالاً وإكباراً له ، وانبرى شخص فعرّفهم بأنّه الإمام بعد أبيه ، والحجّة الكبرى على المسلمين فقام إليه صاحب السؤال الأوّل فقال له :
( ما تقول : فيمن قال : لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ ) .
فأجابه الإمام عليهالسلام :
( يا هذا اقرأ كتاب الله تبارك وتعالى : ( الطلاّقُ مرَّتانِ فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسانٍ ) وهي في الثالثة .. ).
وبهر الحاضرون من مواهب الإمام ، وقد أيقنوا أنّهم وصلوا إلى الغاية التي ينشدونها ، ورفع السائل إلى الإمام فتيا عمّه في المسألة فالتفت عليهالسلام إليه قائلاً :
( يا عمّ اتّق الله ، ولا تفتِ وفي الأمة من هو أعلم منك .. ) .
واطرق عبد الله برأسه إلى الأرض ، ولم يدرِ ماذا يقول ، وقام إلى الإمام صاحب المسألة الثانية فقال له :
( ما تقول : فيمن أتى بهيمة؟ ).
فقال عليهالسلام : ( يعزّر ، وتحمى ظهر البهيمة ، وتُخرج من البلد لئلاً يبقى على الرجل عارها ).
وعرض السائل على الإمام فتوى عمّه ، فأنكر عليه أشدّ الإنكار وقال له متأثّراً :
( لا إله إلا الله ، يا عبد الله إنّه لعظيم عند الله أن تقف غداً بين يدي الله فيقول لك : لِمَ أفتيت عبادي بما لا تعلم وفي الأمة من هو أعلم منك؟ ).
وأخذ عبد الله يلتمس له المعاذير قائلاً :
( رأيت أخي الرضا ، وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب ) .
فأنكر عليه الإمام وصاح به :